مقتطفات من دفاع المحامي "مهري حلاو"

 

إن مؤلف رسائل النور، أكثر المؤلفين والمحررين تواضعاً. وهو أعدى أعداء الشهرة والكبر، مُعرض عن متاع الدنيا، فلا مال ولا شهرة ولا سلطة. هذه كلها لا تبلغ طرف ثوبه، ولن تبلغ... هذا الرجل إن كان يحيا بخمسين غراماً من الخبز وبطبق من الحساء يومياً، فهو يعيش من أجل خدمة القرآن والإيمان. وما عداها لا أهمية عنده لشيء. فهل يوافق الحق والعدل والإنصاف والعلم والفكر الإنساني والفكر القانوني والمنطق والعقل أن يُتهم بتهمة المدح والثناء على مؤلفه وإدخال ذلك في نطاق الجرم لــ"المادة 163"؟ أدع هذا لتقدير المحكمة السامي. وأتطرق إلى موضوع معارضة الحكومة بإيجاز:

يقف أمامكم منتظراً قراركم العادل بكمال الصفاء والإخلاص، رجل فريد في عصره، لم يتدن في عمره مطلقاً لكلام خلاف الصدق. وقد قال جهراً في أول جلسة للمحكمة: إنه مرتاح من الحكومة القائمة ويدعو اللّٰه لها بالتوفيق، وإن الحكومة التي أنتقدها ولم يرض عنها هي الحكومة السابقة. فلقد سعى مع جميع الشعب لتأسيس الحرية والديمقراطية واستبشر خيراً بحصول النتائج الحاصلة في هذا الشأن لترسيخ النظام واستقراره في القلوب. فمثلما يسعى رجال السياسة لإقرار النظام وضمان حق الأمة وحريتها في الساحة السياسية فإن مؤلف رسائل النور يسعى لإقرارها أيضاً في الساحة المعنوية، فالمقاصد مشتركة.

إن مؤلف رسائل النور التي هي مدرسة العرفان وكذلك تلاميذها، حرّاس متطوعون ومعنويون للأمن والنظام والسكون، وساعون لدحر الفوضى والتخريب في الساحة المعنوية في القلوب والعقول. هؤلاء يبذلون الجهد لمنافع الوطن والشعب لنيل رضا اللّٰه فقط بكمال الإخلاص، لا يأملون عرضاً ولا غرضاً ولا بدلاً. وهذا ليس جرماً ولا جناية، بل خدمة للوطن والشعب، ويلزم أن يكافَئوا عليه لا أن يؤاخَذوا. ومن حقنا أن نطلب براءته، والقرار للمحكمة السامية.

Ekranı Genişlet