الباب الثالث

شذرات

 

الفصل الأول

حالات متميزة

1- الانبساط والانقباض

«من أول صباوتي إلى الآن، تتفاوت حالي كأني أكون في حين على رأس المنارة، وفي وقت في قعر البئر.. وكم من حقائق هي أحبّتي ويعرفنني، تصير أجنبية أنكرها في آن.. ثم في حين آخر تجئ الحقيقة الدقيقة التي ما سمعت باسمها إلى يديّ بلا دعوة. وكم أكون أجهل من "باقل"([1]) قد أظن نفسي في السياسة كـ"سَحبان".([2])

نعم، ما حيلتي.. هكذا ترد السانحات إلى القلب.. فبينما أجدني كأنني أتكلم فوق منارة عالية، إذا بي -في أحيان أخرى- أنادي من قعر بئر عميق».([3])

 

[1]() باقل الأيادي: جاهلي يضرب به المثل في العيّ والبلاهة.

[2]() مقدمة "رجتة العوام" الصيقل الإسلامي- النص العربي، 118- ط. أنقرة. وسحبان بن وائل: رجل اشتهر بفصاحته وبلاغته، حتى ضرب به المثل فقيل: أفصح من سحبان.

[3]() المثنوي العربي النوري، نقطة من نور معرفة اللّه جل جلاله.

 

Ekranı Genişlet