لقب بديع الزمان
«إن هذا الفقير، الغريب، النورسي، الذي يستحق أن يُطلق عليه اسم بدعة الزمان إلاّ أنه اشتهر -دون رضاه- بـ"بديع الزمان". فهذا المسكين يستغيث ألماً من حرقة فؤاده على تدني الأمة ويقول: آه.. آه… وا أسفى.. لقد انخدعنا فتركنا جوهر الإسلام ولبابه، وحصرنا النظر في قشره وظاهره».([1]) [وعندما سئل]: "أنت تذيّل مقالاتك وتمضيها باسم بديع الزمان وهذا يومئ إلى المدح؟"
"الجواب: كلا، ليس للمدح! وإنما أريد أن أُبيّن -بهذا الإمضاء- تقصيري. وتعليلي هو: أن البديع يعني "الغريب" فأخلاقي غريبة كمظهري، وأسلوب بياني غريب كملابسي، كلها مخالفة للآخرين. فأنا أرجو بلسان حال هذا العنوان عدم جعل المحاكمات العقلية والأساليب المتداولة والرائجة مقياساً لمحاكماتي العقلية ومحكاً لأساليب بياني".
ثم إن قصدي من البديع هو "العجيب" فلقد أصبحتُ مصداقاً لما قيل:
إليّ لَعَمْري قَصْدُ كُلِّ عَجيبَةٍ كَأني عَجيبٌ في عُيُون العَجَائب([2])
هذا وإن لقب "بديع الزمان" الذي مُنِحتُه مع عدم استحقاقي له، ليس لي وإنما هو اسم معنوي لرسائل النور، قد قُلّد مؤلفها الظاهر إعارة وأمانة. والآن أعيد ذلك الاسم الأمانة إلى صاحبه الحقيقي".([3])
«نعم، إن الأهمية كلها منحصرة في رسائل النور، المعجزة القرآنية، حتى إن ما كنت أحمله سابقاً من اسم "بديع الزمان" هو ملكها، وقد أُعيد إليها أيضاً. ولا جرم أن رسائل النور ملك القرآن ومعناه.([4]) إذ قبل خمس وخمسين سنة شبّه أستاذي المرحوم "الملا فتح اللّٰه"([5]) من سعرد، سعيداً القديم ببديع الزمان "الهمذاني"(*) فأعطى اسم بديع الزمان له».([6])
[1]() صيقل الإسلام، محاكمات عقلية.
[2]() للمتنبي، انظر شرح ديوان أبي الطيب المتنبي 1/267، دار الكتب العلمية ط/1، بيروت.
[3]() الشعاعات، الشعاع الثامن، الرمز السابع.
[4]() الشعاعات، الشعاع الثامن، الرمز الثامن.
[5]() ت: 1317هـ / 1900م
[6]() (ب) 76 من ملحق أميرداغ مخطوط.
