تحققها برسائل النور منهجاً وطلاباً

«إن المولى القدير أسس برحمته الواسعة الخصائص المعنوية لتلك المدرسة وهويتها في إسبارطة فأظهر رسائل النور للوجود. وسيوفق -إن شاء اللّٰه- طلاب النور إلى تأسيس الجهة المادية لتلك الحقيقة أيضاً.([1]) ولكن لما كان هناك موانع كثيرة جداً تحول دون إنشاء مدرسة الزهراء بصورتها المادية، فهي الآن الدائرة الشاملة لطلاب النور.([2])

ومن هنا فإن طلاب النور في الجامعة يمثلون "سعيدين" شباب، فهم يؤدون مهمة مدرسة الزهراء حق الأداء، سواءً في إسطنبول أو في أنقرة، ولا يدعون حاجة إلى هذا السعيد الضعيف.([3])

ومن المعلوم أن "مدرسة الزهراء" تتوسع وتزود الأذهان والقلوب بسر الإخلاص الحقيقي والتضحية الجادة وترك الأنانية والتواضع التام وذلك ضمن دائرة النور، وتقوم بنشر هذه الأمور في الأوساط...([4])

حمداً للّٰه وشكراً له بما لا يتناهى من الحمد والشكر، إذ جعل ولاية إسبارطة مدرسة الزهراء والجامع الأزهر والذي كان هدف خيالي منذ مدة. فأقلامكم تغنى رسائل النور عن المطبعة ونشركم بالرونيو هذا العدد الكبير من النسخ المضبوطة.([5])

وحينما كنت أشاهد في عدد من الولايات اهتمام النساء برسائل النور اهتماماً حاراً خالصاً وعلمت اعتمادهن على دروسي التي تخص النور بما يفوق حدي بكثير، جئت مرة ثالثة إلى مدرسة الزهراء المعنوية، هذه المدينة المباركة إسبارطة، فسمعت أن أولئك النساء الطيبات المباركات، أخواتي في الآخرة، ينتظرن مني أن ألقي عليهن درسا...([6])

[ويقول أحد أركان مدرسة الزهراء:]

حينما وكّلني أستاذنا -بسبب مرضه- بمتابعة شؤون رسائل النور في المحاكم بأنقرة، قدّمنا إلى النواب الأفاضل الرسالة المرفقة أدناه ونقدمها الآن لكم ولحضرات النواب الأفاضل مجدداً. والداعي لهذا هو استمرار المسألة نفسها ولاسيما المحاولات الجارية في الشهور الأخيرة لإنشاء الجامعة الجديدة في الولايات الشرقية.

إن الانتشار الواسع لرسائل النور في السنين الثلاثين الماضية، سواء في الداخل أو في الخارج وتأثيرها الجيد في الناس، والسعي المتواصل لإنشاء دار الفنون (الجامعة) في الولايات الشرقية قبل خمس وخمسين سنة، مسألتان مهمتان متعاقبتان متممتان إحداهما للأخرى، وهما موضع اهتمام العالم الإسلامي.

فهذه الأمة ولاسيما أهل الولايات الشرقية وأربعمائة مليون من الأمة الإسلامية وعالم النصرانية المحتاج إلى السلام العالمي تهتم بهاتين النتيجتين العظيمتين والحادثتين الجليلتين. حيث إنهما مصدران واسعان لإعلان الإسلام ونشر حقائق القرآن.

ولقد بذل أستاذنا المحترم منذ خمس وخمسين سنة جهوده وبهمة فائقة متوسلاً بوسائل شتى لإنشاء جامعة إسلامية باسم مدرسة الزهراء في شرقي الأناضول على غرار الجامع الأزهر، ودعا للحاجة الماسة إليها. مثلما ورد في تهنئته لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بهذا الخصوص حيث قال:

إن جامعة الشرق ستحرز مقاماً مرموقاً بين المسلمين بفضل ما تتمتع به من موقع مركزيٍّ في العالم الإسلامي. إذ ستبعث وتتجسم فيها الخدمات الدينية الجليلة السامية السابقة والخصال المعنوية الخالدة لألوف العلماء والعارفين والشهداء والمحققين من أجدادنا الراقدين في تلك الولايات، فيؤدون وظائفهم الإيمانية في أوسع ميدان.

أما الدرس الأساس الجدير بأن يكون منهجاً وبرنامجاً لجامعة الشرق فهو رسائل النور التي تفسّر الحقائق الإيمانية للقرآن الكريم، والتي تقيم البراهين العقلية والدلائل المنطقية الإيمانية لإثبات مسائل القرآن العظيم. فقمين بهذه الرسائل أن تكون موضع دراسة في الجامعات والمدارس الحديثة. إن رسائل النور ظهرت بوساطة طالب من طلاب أساتذة الشرق ومدارسها الدينية المنتشرة في أرجائه كافة والتي فجّرت الينابيع المعنوية الباعثة على الحياة.

فنحن نرجو ونتمنى من الرحمة الإلهية بكل أرواحنا وكياننا أن يتسنم أولئك الأساتذة الأفاضل وظائفهم السابقة مجدداً فيوسعوا من دائرة أعمالهم الفكرية وخدماتهم القرآنية بالثمار اليانعة المنورة الحالية لجهودهم فتتهيأ الظروف الحياتية الزمانية والمكانية والسلام العام لتحقيق أمانينا هذه.

نعم، إن رسائل النور التي هي ثمرة واحدة ونتيجة عظيمة كلية لنشاط العلم والمعرفة في الشرق جديرة بأن تلقى اهتمام العاملين للإسلام وهذه الأمة والعالم الإسلامي. هذا وإن الإقبال على رسائل النور وطلبها في كل من أمريكا وأوروبا وانتشارها هناك تبين أهمية دعوانا هذه».       

         مصطفى صونغور.

 

[1]() الملاحق، ملحق قسطموني.

[2]() الملاحق، ملحق أميرداغ (بالتركية) 1/1783.

[3]() الملاحق، ملحق أميرداغ 2.

[4]() الشعاعات، الشعاع الرابع عشر.

[5]() الملاحق، ملحق قسطموني.

 

[6]() اللمعات، اللمعة الرابعة والعشرون، حوار.

[7]() الملاحق، ملحق أميرداغ 2.

Ekranı Genişlet