المدرسة اليوسفية تحقق أهداف الزهراء أيضاً
«لقد أغاثتني العناية الربانية فحوّلت ذلك السجن الرهيب إلى مدرسة نورية، فحقاً إن السجن مدرسة يوسفية، وبدأت رسائل النور بالانتشار والتوسع حيث بدأ أبطال "مدرسة الزهراء" بكتابة تلـك الرسائـل بأقـلامهـم الألماسيـة.([1])
وستكون المدرسة اليوسفية أيضاً موضع دراسة مباركة لمدرسة الزهراء إن شاء اللّٰه.([2])
فيا إخواني لما كنتم قد ارتبطتم بـرسائل النور نيلاً لثواب الآخرة، وأداءً لنوع من العبادة، فلا شك أن كل ساعة من ساعاتكم -تحت هذه الشروط والأحوال الصعبة- تصبح في حكم عبادة عشرين ساعة، والعشرون ساعة من العمل في خدمة القرآن والإيمان -لما فيها من جهاد معنوي- تكسب أهمية مائة ساعة، والمائة ساعة التي تمضي في لقاء مجاهدين حقيقيين من إخوة طيبين -كل منهم يعادل في الأهمية مائة شخص- وعقد أواصر الأخوة معهم، وإمدادهم -بالقوة المعنوية- والاستمداد منهم، وتسليتهم والتسلي بهم، والاستمرار معهم في خدمة الإيمان السامية بترابط حقيقي وثبات تام، والانتفاع بسجاياهم الكريمة، وكسب أهلية الطالب في مدرسة الزهراء بالدخول في مجلس الامتحان هذا، في هذه المدرسة اليوسفية، وأخذ كل طالب قسمته المقسومة له قَدَراً، وتناوله رزقه المقدّر له فيها، نيلاً للثواب.. تستوجب الشكر على مجيئكم إلى هنا، والتجمل بالصبر وتحمل جميع المشقات والمضايقات مع التفكر في الفوائد المذكورة.([3])
حقاً إن رؤية أحباء حقيقيين رحماء -أرحم على الإنسان من شقيقه- في هذا الشتاء المادي والمعنوي المضاعف، الذي تعطلت فيه الأعمال، وفي هذه المدرسة اليوسفية التي هي مدرسة واحدة من مدارس الزهراء، واللقاء بإخوة الآخرة، وهم بمثابة مرشدين ناصحين، وزيارتهم والاستفادة من مزاياهم الخاصة والتـزود من حسناتهم التي تسري سريان النور والنوراني في المواد الشفافة، وحصول ذلك بمنتهى الرخص وبتكاليف قليلة، فضلاً عن الاستمداد من معاونتهم المعنوية ومن مسرّاتهم وسلوانهم.. كل ذلك يجعل هذه المصيبة تبدل شكلها وتتحول إلى نوع من مشهد عناية ربانية معنوية».([4])
[1]() اللمعات، اللمعة السادسة والعشرون، الرجاء السادس عشر.
[2]() الشعاعات، الشعاع الرابع عشر.
[3]() الشعاعات، الشعاع الثالث عشر.
[4]() الشعاعات، الشعاع الثالث عشر.
