لا راحة بعد اليوم
عندما كان ينشغل الأستاذ بعباداته وتضرعاته ومناجاته كان يجلس جلسة التشهد في الصلاة، وكان يطيل هذا النوع من الجلوس ساعات طوالا، حتى إنه من جراء هذا الجلوس تقرحت إصبع قدمه.
فذات يوم طلب من أحد طلابه وهو -مَلاّ رَسُول-(*) مرهماً لمداواة إصبعه الذي كان منهمكاً في إيقاد الحطب وإشعاله في الموقد. فالتفت إليه ملا رسول قائلاً: ونحن أيضاً نخشى اللّٰه ونخافه يا أستاذنا، ولكنك ترتعد من خشيتك حتى تكاد مرارتك تنفجر. فلو كنت تجلس مطمئناً مثلنا لما تقرحت إصبعك!
فأجابه قائلاً: ملا رسول! ملا رسول! لقد جئنا إلى هنا لكي نظفر بحياة أبدية خالدة، بهذا العمر القصير والدنيا القصيرة. أأعيش هنا كيفما أشاء ثم أدّعي الجنة وأطلبها.. لا يجوز هذا أبداً...! فلا أجرؤ على العيش كما أهوى!
كان الأستاذ يقول هذا وملا رسول يضع المرهم على الجرح أملا بالشفاء.([1])
[1]() ذكريات عن سعيد النورسي ص11.
