لا حياة لنصف إنسان
عندما كان كتاب "تاريخ حياة الأستاذ" تحت الطبع، وصلت رسالة إلى الأستاذ يسأل فيها صاحبها عن جواز الصورة الفوتوغرافية، قرأنا الرسالة على الأستاذ فتبسم وطلب قلم رصاص وجئنا له بالقلم فمر بخط على عنق الصورة وقال معقباً: لا حياة لنصف إنسان. فابعثوا له بالجواب مقروناً بهذه الصورة بهذا الشكل.
وهناك حادثة شبيهة بهذه وهي أنه: بعدما أخلي سبيل الأستاذ من سجن "أفيون" أستأجر بيتاً وبقي الأخ زبير معه في خدمته وملازمته.
وفي أحد الأيام جاء الأخ طاهري من مدينة إسبارطة لزيارة الأستاذ فبات ليلة واحدة ضيفاً عند الأستاذ. فكان الأخ طاهري يخرج محفظته من جيبه كلما أراد أن يدخل الصلاة لاحتواء النقود على صورة إنسان. وفي الصباح الباكر وبعد أن ودع الأخ طاهري أستاذنا قصد محطة نقل المسافرين، وعندما همّ بقطع تذكرة السفر فطن أنه نسي محفظته في دار الأستاذ، وأسرع بالرجوع إلى دار الأستاذ واستأذن بالدخول وأتاه الأخ زبير بمحفظته فلمحه الأستاذ وقال له: "لا تكرر هذا مرة أخرى، فلا حياة لنصف إنسان!".([1])
[1]() ذكريات عن سعيد النورسي ص64.
