خدمة الإيمان
كان الأستاذ يرشد طلابه في دروسه التي يمليها علينا قائلاً:
«إخواني، إن وظيفتنا هي خدمة الإيمان والقرآن الكريم بإخلاص تام. أما توفيقنا ونجاحنا في العمل وإقبال الناس إلينا ودفع المعارضين عنا، فهو موكول إلى اللّٰه سبحانه، فنحن لا نتدخل في هذه الأمور. وحتى لو غُلبنا فلا ينقصنا هذا شيئاً من قوتنا المعنوية ولا يقعدنا عن خدمتنا، فعلينا بالثقة والاطمئنان والقناعة انطلاقاً من هذه النقطة.
مثال هذا: "كان جلال الدين خوارزم شاه -وهو أحد أبطال الإسلام الذي انتصر على جيش جنكيز خان انتصارات عديدة-.. كان يتقدم جيشه إلى الحرب، فخاطبه وزراؤه ومقربوه: سيظهرك اللّٰه على عدوك، وتنتصر عليهم! فأجابهم: إن ما عليّ هو الجهاد في سبيل اللّٰه اتباعاً لأمره سبحانه، ولا حق لي فيما لم أكلف به من شؤونه، فالنصر والهزيمة إنما هي من تقديره هو سبحانه.
وأنا أقول مقتدياً بذلك البطل: "إن وظيفتي هي خدمة الإيمان، أما قبول الناس للإيمان والرضى به فهذا أمر موكول إلى اللّٰه. فأنا عليّ أن أؤدي ما عليّ من واجب، ولا أتدخل فيما هو من شؤونه سبحانه"».([1])
[1]() ذكريات عن سعيد النورسي ص66.
