أنا "لا شيء"

في الوقت الذي كان كتاب "تاريخ حياة الأستاذ" أثناء الطبع صمم الأخ "عبد النور" غلاف الكتاب وهو عبارة عن صورة الأستاذ يضع الحجر الأساس لجامع توغاي في إسبارطة، فذهبت إلى زيارة الأستاذ وفي يدي تصميم الغلاف. فسأل الأستاذ: ماذا بيدك؟ قلت: غلاف كتاب تاريخ الحياة يا أستاذي وقد صممه الأخ عبدالنور.

وما إن رأى الأستاذ الصورة حتى غضب غضباً شديداً وقال: "ما هذه الصورة؟ أنتم تهتمون بشخصيتي أكثر مما أستحق، فأنا أعد الاهتمام والاحترام لشخصي إهانة لي، لأنكم بذلك تتعلقون بي وليس برسائل النور -المرتبطة بالقرآن الكريم- فأنا لا أحب نفسي... إنني لا شيء، أنا عدم، فلا تنتظروا مني شيئاً من الخوارق"... وبعد ذلك مزق الصورة المرسومة على الغلاف ورماها في سلة المهملات.([1])

 

[1]() ذكريات عن سعيد النورسي ص87.

Ekranı Genişlet