عريضة إلى السلطان عبد الحميد الثاني

 

بضرورة إنشاء مدرسة الزهراء:([1])

 

تهمة الجنون

 

في ختام المناظرات العلمية والمناقشات الرفيعة التي دامت بنجاح باهر أياماً وأسابيع، قالوا: إن هذا الرجل مجنون، لأنه يعلم كل شيء! وسجلوا اسم سعيد المسكين في سجل المجانين فألقوا سعيداً، مجنونَ العلم والمعرفة والوطن والمدنية والإنسانية في مستشفى المجاذيب، وبعثوا من القصر طبيباً ليفحص قواه العقلية في المستشفى. ولكن سعيداً المجنون! بدأ يشرح وضعه وسبب قدومه إلى إسطنبول، قائلاً: إنني لست مصاباً بالمرض بل الأمة والبلاد كلها، وجئت لأداوي أمراضهم؛ فالمنطقة الشرقية هي هي مذ خلقها اللّٰه سبحانه، وأهلوها غارقون في مستنقع الجهل، وجئت إلى هنا أملاً في إنقاذهم، ولكن عندما سعيت في هذا الأمر اتُّهمت بالجنون. إنه حقاً من عاشر المجانين يكون مجنوناً، فجئت إسطنبول وأصبحت مجنوناً».([2])

 

[1]() يراجع نص العريضة المقدمة إلى السلطان في فصل "مدرسة الزهراء".

 

[2]() مذكرات عبد المجيد /6 (ب) 155.

Ekranı Genişlet