الباب المفتوح
في أحد الأيام، والأستاذ جالس معنا، تكلم عن كيفية أعمال طلاب النور ونوعيتها وعن خدمتهم وعددهم وكميتهم، وعقّب كلامه قائلاً: "أخي ليس هناك إنسان لا يفتح اللّٰه قلبه للإسلام، فعلى الذين يعملون في خدمة الإسلام أن يكونوا نابهين واعين، إذ الإنسان يشبه قصراً ذا مائة باب، ولا بد أن هناك باباً يدخل منه إلى ذلك القصر، ثم تفتح الأبواب كلها. بيد أن منافقي آسيا وزنادقة أوروبا منذ ألف سنة يعملون بالمكر والدسائس حتى أعموا عيون أبناء هذا الوطن وحجروا على عقولهم، فصدوا تسعةً وتسعين باباً أمام الإسلام إلا باب الفطرة فهو مفتوح دائماً. فالمؤمن بفراسته يمكنه أن يكشف الباب المفتوح، وعند الدخول من هذا الباب سوف تفتح الأبواب المسدودة الأخرى لأجل الإسلام. فإذا ما غذّي الإنسان بموازين رسائل النور الملائمة لفطرته، ولم يستعجل الأمور وأخذ بالإخلاص وتمسك به فسينشرح بإذن اللّٰه قلب الشخص المعادي للإسلام. أما إذا ما بنى الإنسان عمله على الاستعجال، ومناقشة الأمور الجانبية واتهام الشخص المقابل، فهذا يعني أنه يتوجه إلى الأبواب المسدودة فيتسبب في غلق الباب المفتوح كذلك.
إن رسائل النور تهتم بالمحاكمات العقلية، وأخذ الأمور بالمسلمات المنطقية والفطرية، ثم تأخذ بيد القارئ إلى دائرة الإسلام الفسيحة.
وعلى غرار هذا الكلام كان الأستاذ يحثنا ويشوقنا ويقينا من الشطط لنسعى مخلصين في أعمالنا ونخدم القرآن والإيمان.([1])
[1]() ذكريات عن سعيد النورسي ص92.
