تهدئته المشاعر المتهيجة

 

«لقد شعرت مراراً في اجتماعات ضخمة بالمشاعر المتهيجة لدى الناس، فخشيت أن يخلّ عوام الناس بالنظام وأمن البلاد بمداخلتهم في السياسة، فقمت بتهدئة تلك المشاعر الجياشة بكلام يلائم لسان طالب علم قروي قد تعلم اللغة التركية حديثاً.

فمثلاً: في اجتماع الطلاب في جامع بايزيد، وفي المولد النبوي المقام في أياصوفيا، وفي مسرح الفرح، هدّأتُ -إلى حدٍ ما- ثورة الناس وغضبهم. فلولا تلك الكلمات والخطب لعصفت بهم عاصفة هوجاء».([1])

 

[1]() صيقل الإسلام، المحكمة العسكرية. إذ كادت الفوضى التي عمت المسرح تنقلب إلى نزاع دموي، بين أنصار جمعية "الاتحاد والترقي" ومعارضيهم، فاعتلى الأستاذ النورسي المنصة وخاطب بصوته الجهوري الحاضرين ودعاهم إلى النظام والإخلاد إلى السكون أولاً ثم بيّن لهم أن عليهم أن يروّضوا أنفسهم على احترام رأي المقابل واحتـرام حرية النقاش، وأن من العار على أمة أعلنت المشروطية ألا تراعي هذا الأمر، ومذكراً إياهم برحابة صدر الرسول r وقيامه بالمشورة مع أصحابه. واستطاع فعلاً إقرار السكون والهدوء في ذلك الاجتماع الذي كاد ينقلب إلى مذبحة.

 

Ekranı Genişlet