لتحيا الشريعة الأحمدية 54

على صاحبها الصلاة والسلام

 

«إن الشريعة الغراء باقية إلى الأبد؛ لأنها آتية من الكلام الأزلي، وإن النجاة والخلاص من تحكّم النفس الأمارة بالسوء بنا هي بالاعتماد على الإسلام والاستناد إليه والتمسك بحبل اللّٰه المتين، وإن جنْي فوائد الحرية الحقة والاستفادة منها استفادة كاملة منوط بالاستمداد من الإيمان؛ ذلك لأن من أراد العبودية الخالصة لرب العالمين لا ينبغي له أن يذلّ نفسـه فيكونَ عبداً للعبيد. وحيث إن كل إنسان راعٍ في مُلكه وعالَمه فهو مكلّف بالجهاد الأكبر في عالمه الأصغر ومأمور بالتخلق بأخلاق النـبي r وإحياء سنته الشريفة.

يا أولياء الأمور! إن أردتم التوفيق فاطلبوه في موافقة أعمالكم للسنن الإلهية في الكون -أي قوانين اللّٰه- وإلاّ فلن تحصدوا إلاّ الخذلان والإخفاق. لأن ظهور الأنبياء عامة في الممالك الإسلامية والعثمانية إنما هو رمز وإشارة من القدر الإلهي إلى أن الذي يدفع أبناء هذه الممالك إلى التقدم إنما هو الدين، وأن أزاهير مزرعة آسيا وإفريقيا وبساتين نصف أوروبا ستتفتح وتزدهر بنور الإسلام.

اعلموا أن الدين لا يُضحّى به لأجل الحصول على الدنيا. فقد كانت تُعطى فيما مضى مسائل الشريعة أتاوة للحفاظ على الاستبداد البائد. أروني ماذا حصدنا من ترك مسائل الدين والتضحية بها غير الضرر والخيبة. إن إصابة الأمة في قلبها إنما هو من ضعف الدين ولن تنعم بالصحة إلاّ بتقوية الدين.

إن مشربنا: محبة المحبة، ومخاصمة الخصومة، أي إمداد جنود المحبة بين المسلميـن، وتشتيت عساكر الخصومة فيما بينهم. أما مسلكنا: فهو التخلق بالأخلاق المحمدية r وإحياء السنة النبوية. ومرشدنا في الحياة: الشريعة الغراء. وسيفنا: البراهين القاطعة. وهدفنا: إعلاء كلمة اللّٰه..

إن كل مؤمن هو منتسب -معنىً- لجماعتنا، وصورة هذا الانتساب هو العزم القاطع على إحياء السنة النبوية في عالمه الخاص، فنحن ندعو باسم الشريعة أولئك المرشدين -وهم العلماء والمشايخ من طلاب العلوم- إلى الاتحاد قبل أي أحد سواهم».([2])

 

[1]() الجريدة الدينية 77 في 18/3/1909 (5/3/1325 رومي).

[2]() صيقل الإسلام، الخطبة الشامية.

Ekranı Genişlet