أخوه عبد المجيد (*)
«إن أخي عبد المجيد، قد شعر بانهيار واضطراب شديدين بسبب انتقال ابن أخي عبد الرحمن إلى رحمة اللّٰه. ولأحوال أليمة وأوضاع محزنة ألـمّت به، كان يأمل مني ما لا أقدر عليه من هـمة ومدد معنوي. ومع أني ما كنت أتراسل معه، إلا أنني بعثت إليـه فجأة بضع رسائل من "الكلمات". كتب إليّ بعد أن قرأها: لقد نجوتُ -والحمد للّٰه- فقد كنت على وشك الجنون، ولكن بفضل اللّٰه أخذت كل كلمة من تلك "الكلمات" موقع مرشد لي. ولئن فارقت مرشداً واحداً فقد وجدت -دفعة واحدة- مرشدين كثيرين([1]) فنجوت والحمد للّٰه. وأنا بدوري تأملت في حاله، فعلمت أنه حقاً قد دخل مسلكاً جميلاً وقد نجا بفضل اللّٰه من أوضاعه السابقة.([2]) وهو من طلابي العاملين المخلصين المضحين.. كان يملك داراً أنيقة جميلة في "وان" وحالته المعاشية على ما يرام، فضلاً عن أنه كان يزاول مهنة التدريس.. فعندما استوجبت خدمة القرآن ذهابي إلى مكان بعيد عن المدينة "وان" على الحدود، أردت استصحـابه، إلا أنه لم يوافق. وكأنه رأى أنه من الأفضل عدم ذهابي أنا كذلك، حيث قد يشوب العمل للقرآن شيء من السياسة وقد يعرّضه للنفي، وفضّل المكوث حيث هو ولم يشترك معنا. ولكن جاءته اللطمة الرحمانية بما هو ضد مقصوده، وعلى غير توقع منه، إذ أُخرج من المدينة وأُبعد عن منـزله الجميل وأُرغم على الذهاب إلى "أرغاني"».([3])
[1]() حيث نفي إلى أرغاني ونفي الأستاذ النورسي إلى بوردور. ويقصد بالمرشدين الكثيرين رسائل النور.
[2]() المكتوبات، المكتوب الثامن والعشرون، المسألة الثالثة.
[3]() اللمعات، اللمعة العاشرة. وأرغاني قضاء يبعد عن مدينة "وان" 500 كم غرباً.
