اعظم الاحسان هو عدم الاحساس به
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا } [الإنسان:8-9]
قطرة نورية من كليات رسائل النورسي
يا اخوتي الأوفياء الأعزاء!
قال لي أحد الأتقياء في "قسطموني" شاكياً: "لقد تردّيت، وتقهقرت عن حالي السابق اذ فقدتُ ما كنت عليه من أحوال وأذواق وأنوار".
فقلت له: بل قد ترقيت، واستعليت على الأذواق والكشفيات التي تلاطف النفس وتذيقها ثمراتها الاخروية في الدنيا، وتعطيها الشعور بالانانية والغرور. وقد طِرتَ الى مقام أعلى وأسمى وذلك بنكران الذات وترك الانانية والغرور، وبعدم التحري عن الأذواق الفانية.
نعم ان احساناً الهياً مهماً هو عدم احساس من لم يدع انانيته باحسانه، كيلا يصيبه الغرور والعجب.
فيا اخوتي!
بناءً على هذه الحقيقة، فان من يفكر مثل هذا الشخص، أو يهتم بمقامات باهرة يمنحها حسن الظن، عندما ينظر اليكم، ويرى فيكم طلاباً قد لبسوا لباس التقوى والتواضع التام وتسربلوا بخدمة الناس، يتصوركم من العوام، أو أناساً اعتياديين، فيقول: "أهؤلاء هم أبطال الحقيقة ورجالها، أوَ هؤلاء يتحدون الدنيا بأسرها! هيهات!.أين هؤلاء من اولئك المجاهدين في سبيل هذه الخدمة المقدسة، والذين سبقوا الأولياء الصالحين في هذا الزمان فأعجزوهم عن اللحاق بهم".
فان كان صديقاً تصيبه خيبة أمل، وان كان معارضاً يجد نفسه محقاً.
______________
(*) الشعاع الثالث عشر - ص: 374
- إنقاذ الإيمان أعظم إحسان في هذا الزمان
- إنقاذ الإيمان أعظم إحسان في هذا الزمان
- الموقف من سياسة المنافقين
- ميزان لمعرفة الشرك الخفي
- اضرار المبالغة واطلاق الكلام جزافا
- اقل المشاق في سبيل اعظم عمل مقدس
- انقاذ الايمان أعظم احسان في هذا الزمان
- على البشرية قتل جميع انواع الربا ان كانت تريد الحياة
- امثلة لادامة الاخلاص
- لما يختلف اهل الحق ويتفق اهل الباطل