" إقامة الصلاة واجتناب الكبائر وظيفة حقيقية تليق بالإنسان ونتيجة فطرية ملائمة مع خلقته!" وفقًا لهذا التعبير، هل تُعدّ أمور الدنيا مهامًا غير حقيقية؟
" إقامة الصلاة واجتناب الكبائر وظيفة حقيقية تليق بالإنسان ونتيجة فطرية ملائمة مع خلقته!"
وفقًا لهذا التعبير، هل تُعدّ أمور الدنيا مهامًا غير حقيقية؟
أضافه في اثنين, 29/09/2025 - 12:28
الأخ / الأخت العزيز,
لقد خُلق الإنسان في هذه الدنيا من أجل الإيمان، والمعرفة، والعبادة؛ لذا لا ينبغي له أن يُهمل وظيفته الأساسية، ولا أن يتخذ الدنيا غاية له. فأمور الدنيا تكون خيّرة ما دامت في سبيل الآخرة، أما إن لم تكن كذلك، فهي تُعدّ تَرْكًا للوظيفة الحقيقية. ويجب ألا ننسى أن مشاغل الدنيا مؤقتة وزائلة. فلو شاء الله، لأغدق علينا نعمه دون وسائط أو أسباب.
فإن كانت أمور الدنيا تُنسي الإنسان عبوديته لله، فإنها تصبح عدوًا له. أما إن لم تكن تشكّل عائقًا أمام أداء العبودية، فإن كل هذه الأمور تُعتبر عبادة ويُكتب أجرها في ميزان الآخرة.
فمثلًا، إذا كان عامل البناء يُؤدي صلواته في وقتها أثناء عمله اليومي، فإن جهده وعمله في البناء يُعدّ عبادة ويُكتب له في حساب الآخرة.
الإسلام يحثّ على العمل كي لا يكون الإنسان عالة على غيره، ويشجع على الغنى لأداء الزكاة. لذا يجب أداء واجب العبودية جنبًا إلى جنب مع الانشغال بأمور الدنيا. فلا ينبغي أن نُهمِل الآخرة من أجل الدنيا، ولا أن نترك الدنيا والسعي فيها. فإذا أُهمِلَت العبادات وتُركت وظيفة العبودية، فإن الانشغال وحده بأمور الدنيا لا يُعدّ عبادة.
نتيجة الخَلْق تعني غاية الخلق، وسببه، وهدفه. فمثلًا، نتيجة خلق الشمس هي أن تمنح الحرارة والنور لهذا العالم الذي يُعبد فيه الله. ونتيجة خلق النحلة هي صنع العسل في هذا العالم المخصص للعبادة. لأن العبادة إذا انقطعت كليًا، ستقوم الساعة وتنتهي مهام هذه المخلوقات أيضًا.
فجميع المخلوقات، الحية وغير الحية، لها غاية من خلقها ونتيجة من وجودها.
قال الله تعالى:
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }(الذاريات: 56)
بهذا الأمر الإلهي، بيّن ربّنا سبب خلق الجنّ والإنس.
فكما أن نتيجة خلق الغيوم هي المطر، ونتيجة خلق دودة القز هي الحرير، ونتيجة خلق الأشجار هي الثمار، فإن نتيجة خلق الإنسان هي: الإيمان، والمعرفة، والعبادة، والدعاء، والذكر، والتفكر.
أسئلة إسلامية