اطع سلطان لطائفك

 

قطرة نورية من كليات رسائل النورسي

اطع سلطان لطائفك

اعلم!ايها السعيد الغافل! ان ما لايرافقك بعد فناء هذا العالم بل يفارقك بخراب الدنيا، لايليق ان تلزق قلبك به. فكيف بما يتركك بانقراض عصرك؟.. بل كيف بما لايصاحبك في سفر البرزخ؟.. بل فكيف بما لايشيّعك الى باب القبر؟.. بل فكيف بما يفارقك سنة او سنتين فراقاً ابدياً مورِثاً إثمه في ذمتك؟.. بل فكيف بما يتركك على رغمك في آن سرورك بحصوله؟.

فان كنت عاقلاً لاتهتم ولاتغتم، واترك ما لا يقتدر ان يرافقك في سفر الابد، بل يضمحل ويفنى تحت مصادمات الانقلابات الدنيوية والتطورات البرزخية والانفلاقات الاُخروية.الا ترى ان فيك شيئاً لايرضى ألا بالابد والابدي، ولا يتوجه الا اليه، ولا يتنزل لما دونه؟ وذلك الشئ سلطانُ لطائفك، فأطِعْ سلطانك المطيع لأمر فاطره الحكيم جلّ جلاله.

.........(1) (*)

________________________________________

(1) في (ط1): اعلم!اني رأيتني في المنام وأنا أقول للناس: يا أيها الانسان! ان من دساتير القرآن: ان لا تحسبن شيئا مما سواه سبحانه أعظم منك بحيث تتعبد له.. وان لا تحسبن انك أعظم من شئ من الاشياء بحيث تتكبر عليه. اذ يتساوى ما سواه في البعد عن المعبودية وفي نسبة المخلوقية.

(*) المثنوي العربي النوري - ص: 266

قرئت 3 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد