الكفر والضلالة قسمان
سؤال:
لقد اثبتّ في الاشارات السابقة(1) أن طريق الضلالة تجاوزٌ وتعدٍّ وتخريب، وسلوكها سهل وميسور للكثيرين، بينما أوردت في رسائل أخرى (2) دلائل قطعية على أن طريق الكفر والضلالة فيها من الصعوبة والمشكلات ما لايمكن ان يسلكها أحد، وطريق الايمان والهداية فيها من السهولة والوضوح بحيث ينبغي ان يسلكها الجميع؟!.
الجواب:ان الكفر والضلالة قسمان:
الاول:هو نفيٌ للأحكام الايمانية نفياً عملياً وفرعياً، فهذا الطراز من الضلالة سهلٌ سلوكه وقبوله لأنه "عدمُ قبول" الحق، فهو تركٌ وعدمٌ ليس الاّ، وهذا القسم هو الذي ورد بيان سهولة قبوله في الرسائل.
أما القسم الثاني: فهو حكمٌ اعتقادي وفكري وليس بعملي ولا فرعي، ولا نفيٌ للايمان وحده بل سلوك لطريق مضادٍ للايمان، وقبول للباطل واثباتُ نقيض الحق. فهذا هو خلاف الايمان وضده، لذا فهو ليس "بعدم قبولٍ" كي يكون سهلاً وانما هو قبولٌ للعدم". وحيث انه لايتم الاّ بعد الاثبات، أي اثبات العدم. و"العدم لايثبت" قاعدة اساسية، فليس من السهل اذن اثباته وقبوله.
وهكذا فان ما بُينَ في سائر الرسائل هو هذا القسم من طريق الكفر والضلالة التي هي عسيرة وذات اِشكال بل ممتنع سلوكها بحيث لايسلكها من له ادنى شعور.
وكذلك أُثبتت في الرسائل اثباتاً قاطعاً أن في هذه الطريق من الآلام المخيفة والظلمات الخانقة ما لا يمكن ان يطلبها مَن عنده ذرة من العقل والادراك.
__________________________
(1) اللمعة الثالثة عشر
(2) لازم مراجعة
(*) كليات رسائل النور- اللمعة الثالثة عشر - ص (120)
- تغلب اهل الكفر على اهل الهداية
- انقاذ الايمان أعظم احسان في هذا الزمان
- لما يختلف اهل الحق ويتفق اهل الباطل
- الايمان لا يتجزأ
- القلق من كثرة الكفار
- لما يسلك الكثيرون سبيل الكفر مع الالم الموجود فيه
- حكمة اخراج آدم من الجنة
- العبرة من حياة المفكر الإسلامي بديع الزمان النورسي
- استعداد الاسلام للرقي المادي
- انتصار القلب على الفلسفة بامداد حكمة القران