ما هو تفسير قول الاستاذ  " الأناني المغرور الذي كان متشائما لقي بلدا في غاية السوء والشؤم في نظره، جزاءً وفاقا على تشاؤمه، حتى إنه كان يرى -أينما اتّجه- عجَزةً مساكين يصرخون ويولولون من ضربات أيدي رجال طغاة قساة ومن أعمالهم المدمّرة ؟

تفاصيل السؤال

 " الأناني المغرور الذي كان متشائما لقي بلدا في غاية السوء والشؤم في نظره، جزاءً وفاقا على تشاؤمه، حتى إنه كان يرى -أينما اتّجه- عجَزةً مساكين يصرخون ويولولون من ضربات أيدي رجال طغاة قساة ومن أعمالهم المدمّرة ...". ما تفسير هذا؟

الجواب

الأخ / الأخت العزيز,

يقول النص:
(فالأناني المغرور الذي كان متشائما لقي بلدا في غاية السوء والشؤم في نظره، جزاءً وفاقا على تشاؤمه، حتى إنه كان يرى -أينما اتّجه- عجَزةً مساكين يصرخون ويولولون من ضربات أيدي رجال طغاة قساة ومن أعمالهم المدمّرة. فرأى هذه الحالة المؤلمة الحزينة في كل ما يزوره من أماكن، حتى اتخذت المملكةُ كلُّها في نظره شكلَ دار مأتم عام. فلم يجد لنفسه علاجا لحاله المؤلم المظلم غير السُكر، فرمى نفسه في نشوته لكيلا يشعرَ بحاله، إذ صار كلُّ واحد من أهل هذه المملكة يتراءى له عدوا يتربّص به، وأجنبيا يتنكّر له، فظل في عذاب وجداني مؤلم لِما يرى فيما حوله من جنائزَ مُرعبة ويتامى يبكون بكاءً يائسا مريرا.)(1)

التوضيح:

  • المؤمن ينظر إلى كل شيء بعين الإيمان، فيفسر كل شيء تفسيرًا حسنًا، ولهذا فإن كل ما يراه يبدو له جميلًا ومبشّرًا.
  • الكافر، على العكس، ينظر إلى كل شيء من خلال "منظّار الكفر"، فيرى كل ما في الوجود قبيحًا، مظلمًا، ومخيفًا. ولهذا فإن عالمه مليء بالتعاسة واليأس.

الخلاصة:

الرؤية السوداوية للعالم ليست ناتجة عن الواقع الخارجي، بل هي نتيجة زاوية النظر.
فالكافر المتشائم، لأنه لا يرى وراء الحياة أي معنى إلهي أو رحمة، يعيش في قلق دائم، يرى في الموت نهاية مرعبة، وفي الحياة عبثًا لا يُحتمل، وفي الناس أعداء، وفي الأحداث ظُلما.

بينما المؤمن، بنور الإيمان، يرى الموت بداية لا نهاية، ويرى في الناس إخوة، وفي الحياة امتحانًا فيه رحمة وحكمة، وفي الوجود كله تجليات لأسماء الله الحسنى.

 

___________

(1)  الكلمات – الكلمة الثانية من رسائل النور.

 

 

 

أسئلة إسلامية

المؤلف:
أسئلة إسلامية
قرئت 3 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد