عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم
هو عبد الرحمن بن عوف ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي
وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو ، وقيل عبد الكعبة ، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن

وأمُّه هي الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة.

كنيته:  أبو محمد .

مولده ونشأته:
 ولد عبد الرحمن بن عوف بعد عام الفيل بعشر سنين،  يَصغر الرّسول صلى الله علي وسلم بعشر سنوات، نشأ في مكة المكرمة، ويُعّد من الصحابة السابقين الأولين في الإسلام. أسلم على يد أبو بكر الصديق ،وكان يبلغ من العمر حين ذلك ثلاثون عاما، وكان اسلامه قبل أن يدخل النبى دار الأرقم بن أبي الأرقم، ثم أسلم معه أخوه الأسود بن عوف ،وكان يحمل قبل إسلامه اسم عبد عمر وغيرّه الرّسول صلى الله عليه وسلم إلى عبد الرحمن.

 شارك عبد الرحمن المسلمين بالهجرتين، ورافق الرّسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر، وفي حادثة المُؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ حيث آخى الرّسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سَعد بن الرّبيع الخزرجي أحد النقباء ، وتزوّج من ابنةِ ملك دومة الجندل تماضر بنت الأصبغ الكلبي.
اشتهر عبد الرحمن بن عوف بعظم ثروته وكان أكثر ماله من التجارة، قال أبو عمر: «كان تاجرًا مجدودًا في التجارة، وكسب مالًا كثيرًا، وخلَّف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس ترعى بالبقيع، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحًا، فكان يدخل منه قوت أهله سنة.»

كان عبد الرحمن بن عوف أبيض ، أعين ، أهدب الأشفار ، أقنى ، طويل النابين الأعليين ، ربما أدمى نابه شفته ، له جمة أسفل من أذنيه ، أعنق، ضخم الكتفين.

 فضائله و مناقبه:

من مناقبه أن النبي صلى الله عليه وسلم  شهد له بالجنة ، وأنه من أهل بدر الذين قيل لهم اعملوا ما شئتم ومن أهل هذه الآية : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه، عن عمرو بن وهب الثقفي قال : كنا مع المغيرة بن شعبة ، فسئل : هل أم النبي صلى الله عليه وسلم أحد من هذه الأمة غير أبي بكر ؟ فقال : نعم . فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ، ومسح على خفيه وعمامته ، وأنه صلى خلف عبد الرحمن بن عوف ، وأنا معه ، ركعة من الصبح ، وقضينا الركعة التي سبقنا .

عن الشعبي عن ابن أبي أوفى قال : شكا عبد الرحمن بن عوف خالدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا خالد ، لا تؤذ رجلا من أهل بدر ; فلو أنفقت مثل أحد ذهبا ، لم تدرك عمله " . قال: يقعون في فأرد عليهم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تؤذوا خالدا ; فإنه سيف من سيوف الله ، صبه الله على الكفار " .

عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الرحمن بن عوف في سرية وعقد له اللواء بيده .

ولما هاجر إلى المدينة كان فقيرا لا شيء له ، فآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع أحد النقباء ، فعرض عليه أن يشاطره نعمته ، وأن يطلق له أحسن زوجتيه ، فقال له: بارك الله لك في أهلك ومالك ، ولكن دلني على السوق . فذهب فباع واشترى وربح ، ثم لم ينشب أن صار معه دراهم ، فتزوج امرأة على زنة نواة من ذهب ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد رأى عليه أثرا من صفرة : " أولم ولو بشاة " ثم آل أمره في التجارة إلى ما آل .

عن الزهري قال: تصدق ابن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة آلاف ، ثم تصدق بأربعين ألف دينار ، وحمل على خمس مائة فرس في سبيل الله ، ثم حمل على خمس مائة راحلة في سبيل الله  وكان عامة ماله من التجارة .
عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا ابن عوف ، إنك من الأغنياء ، ولن تدخل الجنة إلا زحفا ، فأقرض الله تعالى ، يطلق لك قدميك . قال: فما أقرض يا رسول الله ؟ فأرسل إليه: أتاني جبريل فقال: مره ، فليضف الضيف ، وليعط في النائبة ، وليطعم المسكين " .
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مجمع أن عمر قال لأم كلثوم بنت عقبة ، امرأة عبد الرحمن بن عوف: أقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انكحي سيد المسلمين عبد الرحمن بن عوف ؟ " قالت: نعم .
عن الزهري حدثني عبيد الله بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطا فيهم عبد الرحمن بن عوف ، فلم يعطه . فخرج يبكي . فلقيه عمر فقال: ما يبكيك ؟ فذكر له ، وقال: أخشى أن يكون منعه موجدة وجدها علي . فأبلغ عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " لكني وكلته إلى إيمانه " .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خياركم خياركم لنسائي " فأوصى لهن عبد الرحمن بحديقة ، قومت بأربع مائة ألف .
قال عبد الله بن جعفر الزهري: حدثتنا أم بكر بنت المسور ، أن عبد الرحمن باع أرضا له من عثمان بأربعين ألف دينار ، فقسمه في فقراء بني زهرة ،وفي المهاجرين ، وأمهات المؤمنين، قال المسور : فأتيت عائشة بنصيبها ، فقالت: من أرسل بهذا ؟ قلت: عبد الرحمن . قالت: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يحنو عليكن بعدي إلا الصابرون " ، سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة .
ومن أفضل أعمال عبد الرحمن عزله نفسه من الأمر وقت الشورى ،
 عن ابن عمر ، أن عبد الرحمن قال لأهل الشورى: هل لكم أن أختار لكم وأنفصل منها ؟ قال علي: نعم . أنا أول من رضي ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنك أمين في أهل السماء ، أمين في أهل الأرض " .
عن الزهري ، عن سعيد أن سعيد بن أبي وقاص أرسل إلى عبد الرحمن رجلا وهو قائم يخطب: أن ارفع رأسك إلى أمر الناس . أي ادع إلى نفسك . فقال عبد الرحمن: ثكلتك أمك! إنه لن يلي هذا الأمر أحد بعد عمر إلا لامه الناس .
عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال: كان أهل المدينة عيالا على عبد الرحمن بن عوف : ثلث يقرضهم ماله ، وثلث يقضي دينهم ، ويصل ثلثا .
عن ابن المسيب قال: كان بين طلحة وابن عوف تباعد . فمرض طلحة ، فجاء عبد الرحمن يعوده ، فقال طلحة: أنت والله يا أخي خير مني . قال: لا تفعل يا أخي ، قال: بلى والله ؛ لأنك لو مرضت ما عدتك .
ضمرة بن ربيعة: عن سعد بن الحسن قال: كان عبد الرحمن بن عوف لا يعرف من بين عبيده .
عن عروة أن عبد الرحمن بن عوف أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، فكان الرجل يعطى منها ألف دينار .
وعن الزهري أن عبد الرحمن أوصى للبدريين ، فوجدوا مائة ، فأعطى كل واحد منهم أربع مائة دينار ، فكان منهم عثمان ، فأخذها .
وعن الزهري: أن عبد الرحمن أوصى بألف فرس في سبيل الله .
قال إبراهيم بن سعد: عن أبيه عن جده : سمع عليا يقول يوم مات عبد الرحمن بن عوف: اذهب يا ابن عوف ، فقد أدركت صفوها وسبقت رنقها (الرنق : الكدر) .
قال سعد بن إبراهيم ، عن أبيه قال: رأيت سعدا في جنازة عبد الرحمن بن عوف ، وهو بين يدي السرير ، وهو يقول: واجبلاه ! .

وفاته:

توفي عبد الرحمن بن عوف سنة (32 هـ /656 م ) في خلافة عثمان بن عفان، وعاش خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، ودُفِن في البَقِيع، وصلَّى عليه عثمان بن عفان، ويقال الزبير بن العوام، ورُوِى أنه أُغمي عليه قبل وفاته ،وكان قد أَوصى لمن بقي من أهل غزوة بدر لكل رجل أَربعمائة دينار، وكانوا مائة، فأَخذوها، و ، وأَخذها عثمان فيمن أَخذ: وأَوصى بأَلف فرس في سبيل الله .

قرئت 7 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد