مفتاح العالم بيد الانسان 

بسم الله الرحمن الرحيم
{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } (الاحزاب:72)

قطرة نورية من كليات رسائل النورسي
مفتاح العالم بيد الانسان 
ان " انا " مفتاح؛ يفتح الكنوز المخفية للاسماء الإلهية الحسنى، كما يفتح مغاليق الكون. فهو بحد ذاته طلسمٌ عجيب، ومعمىً غريب. ولكن بمعرفة ماهية "انا " ينحَلّ ذلك الطلسم العجيب وينكشف ذلك المعمى الغريب " أنا" وينفتح بدوره لغز الكون، وكنوز عالم الوجوب.
وقد ذكرنا ما يخص هذه المسألة في رسالة " شمة من نسيم هداية القرآن " كالأتي:
" اعلم!ان مفتاح العالم بيد الانسان، وفي نفسه، فالكائنات مع انها مفتحة الابواب ظاهراً إلاّ انها منغلقة حقيقةً فالحق سبحانه وتعالى أودع من جهة الأمانة في الانسان مفتاحاً يفتح كل ابواب العالم، وطلسماً يفتح به الكنوز المخفية لخلاّق الكون، والمفتاح هو ما فيك من " انا " . إلاّ ان " انا " ايضاً معمىً مغلق 
وطلسم منغلق. فاذا فتحتَ " انا " بمعرفة ماهيته الموهومة وسر خلقته انفتح لك طلسم الكائنات كالآتي " 
ان الله جل جلاله وضع بيد الانسان امانةً هي: " انا " الذي ينطوي على إشارات ونماذج يستدل بها على حقائق اوصاف ربوبيته الجليلة وشؤونها المقدسة. اي يكون " انا " وحدة قياسية تُعرَف بها اوصاف الربوبية وشؤون الالوهية.
ومن المعلوم انه لا يلزم ان يكون للوحدة القياسية وجود حقيقي، بل يمكن ان تركَّب وحدة قياسية بالفرض والخيال، كالخطوط الافتراضية في علم الهندسة. أي لا يلزم لـ "أنا " ان يكون له وجود حقيقي بالعلم والتحقيق.(*)
________________
[1] ليس المقصود من " الانانية " تلك الصفةالمذمومة في الانسان، وانما اشتقاق من "أنا " . ــ المترجم.
(*) الكلمة الثلاثون - ص: 635

 

قرئت 40 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد