حِكم ومعاني الحركات في الصلاة

تفاصيل السؤال

ما هي حِكم ومعاني الحركات في الصلاة؟

الجواب

الأخ / الأخت العزيز,

لكل ركن وجزء من الصلاة حكمة خاصة به.
من أسماء الله الحسنى "الحكيم"، أي أنه يخلق كل شيء مع مراعاة العديد من الحكم والمصالح والأهداف. ومن المؤكد أن أوامره ونواهيه تحوي آلاف الحِكم. لذا، فإن كل حركة في الصلاة – وهي أهم عبادة – تحوي الكثير من المعاني.

يمكن أن نلخص بعض هذه الحِكم والمعاني كما يلي:
• الصلاة عماد الدين. وكما تعتبر الكعبة مركز الكون، فإن التوجه إليها أثناء الصلاة له حكمة عظيمة.
• رفع اليدين عند التكبير يعني أنني أطرح الدنيا وما فيها خلفي بكلتا يديّ وأتوجه خالصاً لله.
• بالقيام (الوقوف) نمثل عبادة الأشجار والجبال والملائكة الذين يعبدون الله قيامًا.
• في الركوع، نمثل عبادة الحيوانات كالإبل والماعز والغنم، وأيضاً الملائكة الذين يعبدون الله راكعين.
• في السجود، نمثل عبادة الزواحف والنباتات والملائكة الذين يعبدون الله سُجَّداً.
• عند الجلوس بين السجدتين، نقدم عبادات جميع الكائنات إلى الله نيابة عنهم.
• وعند التسليم إلى اليمين واليسار، نرسل السلام إلى جميع الكائنات في الكون.
• بالإضافة إلى ذلك، نحن نُشرك كل أجسادنا وأعضائنا في العبادة أثناء الصلاة.
كل جزء له معناه:
• القيام له دلالة،
• القراءة لها دلالة،
• الركوع له حكمة،
• السجود تقرب عظيم إلى الله.
الإنسان باعتباره اشرف المخلوقات فهو ينوب عن جميع الكائنات في أداء العبادة، فيقدم مع عبادة أعضائه عبادة الكائنات الحية والجمادات التي تبدو لنا ساكنة، خمس مرات يومياً إلى ربه الرحيم.

تفصيل الحركات:
1. القيام (الوقوف)
يقف الإنسان أولاً منتصبًا ويرفع يديه قائلاً "الله أكبر"، وبذلك يترك كل شيء سوى الله خلفه ويثبت عبوديته وخضوعه الكامل لله. وهو بذلك يمثل عبادة جميع الكائنات القائمة.
2. الركوع
بعد الثناء على الله، يشعر الإنسان بعجزه وضعفه أمام عظمة الله، فينحني خضوعاً له ويقول:
"سبحان ربي العظيم"، أي أنزه ربي العظيم عن كل نقص.
وهكذا يمثل عبادة جميع الكائنات الراكعة.
3. الدعاء (الاعتدال من الركوع)
يعتدل قائماً، ويشكر الله على هدايته له إلى هذا الطريق المستقيم، ويغرق في تفكر عميق أمام عظمة الله وضآلة ذاته.
4. السجود
ينزل إلى السجود، خاضعاً تماماً لله، ويضع جبهته على الأرض ويقول:
"سبحان ربي الأعلى"، أي أنزه ربي الأعلى عن كل نقص.
5. التحيات والسلام
بعد تكرار هذه الحركات، يجد المصلي نفسه في حضرة الله دون أي وساطة، ويدعو ويطلب العون.
وكما أن اللقاء بين اثنين يقتضي التحية، فإن المسلم في التشهد يكرر الصيغ التي جرت بين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والله تعالى جل جلاله أثناء المعراج:
 "التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين."

الحركات الجسدية في الصلاة:
في الصلاة هناك أربع حركات رئيسية:
• القيام (الوقوف)،
• الركوع،
• السجدة الأولى،
• السجدة الثانية.

• القيام يمثل الجمع بين جهة الحق (الرأس) وجهة الخلق (الأقدام). وخلاله، يؤدي المصلي الفريضة المتمثلة في قراءة القرآن، بجانب الوقوف.
• الركوع يشبه وضعية الحيوانات أثناء سيرها، حيث تكون أرجلها باتجاه مركز الأرض وجسمها أفقياً. وهذا يشير إلى أن الإنسان، رغم سمو روحه، يحمل جانباً حيوانياً يعيش به في الدنيا. لذا يحتاج إلى تهذيب نفسه ليترقى بروحه الإنسانية.
• السجود: يعني أن ينزل الرأس إلى مستوى القدمين، مما يجعل الإنسان يعيش حال النبات في تواضعه.
أما السجدة الثانية فتمثل حال الجمادات، التي لا تتحرك من ذاتها بل بفعل المؤثرات الخارجية، كالحجارة والمعادن.
وبما أن الجمادات تشكل غالبية الكون، فإن السجود (بما يمثله من تواضع كامل) يعبر عن هذه الكثرة الهائلة.

خلاصة:
الصلاة عبادة شاملة يؤديها الإنسان نيابة عن نفسه و عن سائر الكائنات، ولكن هذا لا يتحقق بشكل صوري فقط، بل بالوصول إلى حقيقتها القلبية والروحية.
 

أسئلة إسلامية

المؤلف:
أسئلة إسلامية
Subject Categories:
قرئت 3 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد