هل المسلم لا يعمل في أمور الدنيا؟ هل يقضي عمره كله في العبادة فقط؟

تفاصيل السؤال

هل المسلم لا يعمل في أمور الدنيا؟ هل يقضي عمره كله في العبادة فقط؟

الجواب

الأخ / الأخت العزيز,

العبادات الأساسية مثل الصلاة والصيام، هي بمثابة الخميرة والأساس لحياة مستقيمة ومتزنة للمؤمن. ولكن الحياة التعبدية لا تقتصر فقط على هذه العبادات الظاهرة.

فالنظر إلى الأشياء بمعناها الإشاري (الرباني)، أي النظر إليها من جهة علاقتها بالله، هو عبادة.
وكذلك، كل عمل أو جهد يُبذل بنية طلب رضا الله يُعتبر عبادة أيضًا.
ومن هذا المنظور، لا يوجد انفصال بين الدنيا والآخرة:

  • فالصلاة التي تُؤدّى رياءً لا تُعد عملًا أخرويًا،
  • كما أن دراسة الفيزياء أو الكيمياء بنية طلب مرضاة الله ليست من أعمال الدنيا فقط، بل تُعتبر عبادة.

وقد ورد في "الكلمة الرابعة" من رسائل النور:
" وفوق ذلك فإن سائر أعمال المصلي الدنيوية المباحة ستكون له بمثابة عبادة لله، وذلك بالنية الصالحة"(1).

فكل ما يُفعل لنُصرة اسم الله ورفع شأنه يُعد عبادة.
فإذا كان للمرء قدرة وطاقة، وسخّرها في خدمة الإسلام والمسلمين، وسعى ليلًا ونهارًا، فإن كل ذلك يُحسب له من العبادة.

ويقول الأستاذ بديع الزمان النورسي في هذا المعنى عبارة مختصرة جامعة:
" الذي يقيم الصلاة دون أن ينسى نصيبَه من الرزق، يبحث عنه في مطبخ رحمة الرزاق الكريم، لئلا يكون عالةً على الآخرين فجميل عملُه، بل هو رجولة وشهامة، وهو ضرب من العبادة أيضا "(2).

 

_______________

  1. كليات رسائل النور- الكلمة الرابعة
  2. كليات رسائل النور - الكلمة الخامسة

 

 

أسئلة إسلامية

المؤلف:
أسئلة إسلامية
قرئت 2 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد
أسئلة مشابهة