" يخرج الخادمان بعد تسلّمهما الأوامر. كان أحدهما سعيدا محظوظا، إذ صرف شيئا يسيرا مما لديه لحين وصوله المحطة، صرفَه في تجارةٍ رابحة يَرضى بها سيدُه، فارتفع رأسُ ماله من الواحد إلى الألف "  هل يمكنكم شرح هذه العبارة؟

تفاصيل السؤال

" يخرج الخادمان بعد تسلّمهما الأوامر. كان أحدهما سعيدا محظوظا، إذ صرف شيئا يسيرا مما لديه لحين وصوله المحطة، صرفَه في تجارةٍ رابحة يَرضى بها سيدُه، فارتفع رأسُ ماله من الواحد إلى الألف "
 هل يمكنكم شرح هذه العبارة؟

الجواب

الأخ / الأخت العزيز,

الأستاذ النورسي (رحمه الله) يشرح هذه العبارة في سياقها من "الكلمة الرابعة"، وهي مشهد تمثيلي يُظهر حال الإنسان في هذه الدنيا، ويقارن بين من يستثمر حياته في طاعة الله، ومن يُهملها فيضيعها.

توضيح الرموز في هذا المثال:

  • "المحطة" :  ترمز إلى القبر، حيث ينتهي طريق الحياة الدنيا ويبدأ طريق الآخرة.
  • "الخادم السعيد": يمثل الإنسان المؤمن الذي يُؤدي الصلاة والعبادات ويعيش حياته وفقًا لأوامر الله ورضاه.
  • "المال الذي أنفقه": يُشير إلى الجهد والتكاليف البسيطة التي يبذلها الإنسان في الطاعة، كأن ينهض من نومه ليصلي أو يصوم أو يزكّي.
  • " تجارةٍ رابحة يَرضى بها سيدُه ":هي العبادات والعمل الصالح، التي تُثمر رضا الله وتُضاعف الأجر.
  • " ارتفع رأسُ ماله من الواحد إلى الألف ":هو العمر الذي يستثمر في طاعة الله فيتحول إلى ثواب عظيم لا يُقارن بمقدار الجهد المبذول.

مثال يوضح الفكرة:

من يُحيي ليلة القدر في العبادة – وهي ليلة واحدة – يُكتب له أجر أكثر من 80 سنة من العبادة، لأنها "خيرٌ من ألف شهر".
فهذا مثل واضح على كيف أن القليل من الجهد بإخلاص، يُثمر أجرًا عظيمًا.

أما من يتكاسل عن العبادة ويتبع شهواته، فهو يضيع عمره (رأسماله) بلا فائدة، وسيُحاسب على هذا التبذير في الآخرة حسابًا عسيرًا.

 

النتيجة:
العبارة تُرشدنا إلى أن الحياة قصيرة، لكنها إن استُثمرت في الطاعة والعبادة، فإنها تُثمر أجرًا عظيمًا يفوق التصور، ويكون سببًا لرضا الله والفوز الأبدي.

 

 

أسئلة إسلامية

المؤلف:
أسئلة إسلامية
قرئت 2 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد