الزُّبَيْرُ بن العَوَّام رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم
هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب 
وأمُّه صفيه بنت عبد المطلب  عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم 
له قرابة من النَّبي صلَّى الله عليْه وسلَّم من جِهَتَين؛ فأمّه صفية بنت عبدالمطَّلب عمَّة رسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم وأيضًا هو ابنُ أخي أمِّ المؤمنين خديجة بنت خُوَيْلد، زوْج النَّبيّ صلَّى الله عليْه وسلَّم.

كنيته: أبا عبدالله

لقبه : حواري رسول الله 
 لأن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: "إن لكل نبي حوارياً، وحواري الزبير ".

مولدها ونشأتها: كان مولد الزبير في العام الثامن والعشرين قبل الهجرة (28 ق.هـ / 594 م) 
وكانت أمه صفية تضربه ضربا شديدا وهو يتيم فقيل لها قتلته أهلكته، قالت: إنما أضربه لكي يدب ، ويجر الجيش ذا الجلب .
 وكسر يد غلام ذات يوم فجيء بالغلام إلى صفية فقيل لها ذلك فقالت: كيف وجدت وبرا، أأقطا أم تمرا، أم مشمعلا صقرا.
أسلم وهو في ريْعان شبابه،بدعوةٍ من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان عمره حينها خمسة عشر سنةً، وتلقّى بسبب إسلامه صنوفاً مختلفةً من العذاب من قبل قومه، ولذلك كان أحد المهاجرين إلى الحبشة، ثمّ هاجر إلى المدينة المنورة مع زوجته أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وكان ابنهما عبد الله بن الزبير أول مولودٍ في المدينة للمسلمين 
وصَفَه أهل السِّيَر بأنَّه كان رجُلاً طويلاً فارع الطُّول، إذا ركب الفرَس تخطُّ رِجْلاه بالأرض، خفيف اللّحية والعارضَين، يَميل إلى السمرة
وكان - رضِي الله عنْه - رجلاً غنيًّا كريمًا يُنفق ولا يُبالي، له من المماليك ألف مَملوك كلهم يؤدّي إليه الخراج، فكان لا يُدخِل بيتَه منها شيئًا، يتصدَّق به كلّه.

المناقب والفضائل : حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وابن عمته صفية بنت عبد المطلب ، و أحد أوائل المسلمين، و أول من سل سيفاً في الإسلام، شارك في جميع الغزوات في حياة النبي، 
وقد هاجر الهِجْرَتين؛ الأولى: إلى الحبشة، والثَّانية: إلى المدينة، آخى النَّبيُّ صلَّى الله عليْه وسلَّم بيْنه وبين عبدالله بن مسعود. 
قال عنه عُمر بن الخطَّاب: "إنَّه ركنٌ من أرْكان هذا الدِّين"، وهو أحد العشَرة المبشَّرين بالجنَّة، بشَّره النَّبيّ صلَّى الله عليْه وسلَّم بالجنَّة وهو على قيد الحياة، وأحد الستة أهل الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليتم اختيار الخليفة من بينهم. 
روى الليث ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : أسلم الزبير ، ابن ثمان سنين ، ونفحت نفحة من الشيطان أن رسول الله أخذ بأعلى مكة ، فخرج الزبير وهو غلام ، ابن اثنتي عشرة سنة ، بيده السيف ، فمن رآه عجب ، وقال : الغلام معه السيف ، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " ما لك يا زبير " ؟ فأخبره وقال : أتيت أضرب بسيفي من أخذك .
مِن مواقفه العظيمة ما رواه البخاريُّ ومسلم من حديث جابر أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم قال يوم الأحزاب: ((مَن يأتينا بخبر القوم؟))، فقال الزبير: أنا، ثمَّ قال: ((مَن يأتينا بخبر القوم؟))، فقال الزبير: أنا، ثمَّ قال: ((مَن يأتينا بخبر القوْم؟))، فقال الزبير: أنا، ثمَّ قال: ((إنَّ لكلِّ نبيٍّ حواريًّا، وإنَّ حواريّ الزُّبير)) ، وفي رواية أخرى للبخاري ومسلم: أنَّ الزبير قال: لقد جمع لي رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يومئذٍ أبوَيْه، فقال: ((فِداك أبي وأمي)).
ومن مواقفه العظيمة كذلك ما حدث في فتح مصْر، عندما استعْصت على جيش المسلمين، ودام الحصار سبعةَ أشهُر، فتقدَّم وقال: أهَب نفسي لله وللمُسْلمين، فوضع سلَّمًا وأسنده إلى جانب الحِصْن ثمَّ صعد عليْه، وأمر بقيَّة الجنود إذا سمِعوا تكبيراتِه أن يُجيبوه جميعًا، ثمَّ رمى بنفسِه في الحِصْن، فلم يشْعُر الأعداء إلاَّ والزُّبير داخل الحصن، فبدأ يضْرِب بسيْفِه حتَّى وصل إلى الباب وفتحه، وكبَّر المسلمون ودخلوا الحِصْن، وكان الفتح الكبير.
وكان له موقف بطولي رائع في معركة اليرموك الشَّهيرة، وكان عدد جيْش الروم مائَتَي ألف مقاتل - كما يذكر المؤرخون.
روى البخاري في صحيحه من حديث هشام بن عُرْوة عن أبيه، أنَّ أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قالوا للزُّبير يوم اليرموك: "ألا تشدّ فنشدّ معك؟"، فقال: إنّي إن شددتُ كذبْتُم، فقالوا: لا نفعل، فحمل عليْهِم حتَّى شقَّ صفوفَهم فجاوَزَهم وما معه أحد، ثمَّ رجع مقبِلاً، فأخذوا بلِجامه، فضربوه ضربتَين على عاتقِه، بينهما ضربة ضربَها يوم بدر، قال عروة: كنتُ أُدْخِل أصابعي في تلك الضَّربات ألعب وأنا صغير، قال عروة: وكان معه عبدالله بن الزُّبَير يومئذٍ، وهو ابنُ عشْر سنين، فحمله على فرسٍ ووكل به رجلاً.
ومن مواقفه العظيمة التي تدلُّ على شجاعته وقوَّته: ما رواه البخاري في صحيحه من حديث هشام بن عروة عن أبيه، قال: قال الزُّبير: لقيتُ يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص، وهو مدجَّج لا يُرى منه إلاَّ عيناه، وهو يكنى أبا ذات الكرش، فقال: أنا أبو ذات الكرش، فحملت عليْه بالعنزة فطعنْتُه في عينه فمات، قال هشام: فأخبرتُ أنَّ الزُّبير قال: لقد وضعتُ رجْلي عليه، ثمَّ تمطَّأت، فكان الجهد أن نزعْتُها وقد انثنى طرفاها، قال عرْوة: فسأله إيَّاها رسولُ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم فأعطاه، فلمَّا قُبض رسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم أخذها، ثمَّ طلَبها أبو بكر فأعطاه، فلمَّا قُبض أبو بكر سألها إيَّاه عمر فأعطاه إيَّاها، فلمَّا قُبض عمر أخذها، ثمَّ طلبها عثمانُ منْه فأعطاه إيَّاها، فلمَّا قتل عثمان وقعتْ عند آل عليّ، فطلبها عبدالله بن الزبير فكانتْ عنده حتَّى قُتل.
ومِن مواقفه أنَّ الزُّبير ضرب يوم الخندق عثمان بن المغيرة بالسَّيف على مغفره فقطعه إلى القربوس، فقالوا: ما أجودَ سيفَك! فغضب الزُّبير، يريد أنَّ العمل ليده لا للسَّيف
وعن أسماء قالت : عندي للزبير ساعدان من ديباج ، كان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاهما إياه ، فقاتل فيهما .
وروى يحيى بن يحيى الغساني ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : قال الزبير : ما تخلفت عن غزوة غزاها المسلمون إلا أن أقبل فألقى ناسا يعقبون .
وعن الثوري قال : هؤلاء الثلاثة نجدة الصحابة : حمزة ، وعلي ، والزبير .
حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، أخبرني من رأى الزبير وفي صدره أمثال العيون من الطعن والرمي .

وفاته: بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان خرج إلى البصرة يطالب بالقصاص ممن قتلوا عثمان، وكانت موقعة الجمل. فكان قتْله بعد معركة الجمَل، ذكَر أهل السِّيَر أنَّه انسحب من المعركة في مكانٍ يقال له: وادي السباع 
فأدْركه في الوادي رجُل يُقال له: عمْرو بن جرموز وهو نائِم في القائلة، فهجم عليْه فقتله، وقيل: إنَّه قتله وهو يصلِّي غيلة، ثمَّ أخذ سيْفه وذهب إلى عليّ؛ لينال منزلة عنده، فرفض عليٌّ أن يأذَن له، وقال: بشِّر قاتل ابنِ صفيَّة بالنار، سمعت رسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم يقول: ((إنَّ لكلّ نبيٍّ حواريًّا، وإنَّ الزُّبير بن العوَّام حواري)) ، ولمَّا رأى عليّ سيفَ الزبير قال: "إنَّ هذا السَّيف طالما فرج الكرب عن وجْه رسولِ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم".
وكان قتْله - كما قال البُخاري وغيرُه -: في رجبٍ سنة ستٍّ وثلاثين من الهجرة (36 هـ / 656 م)، وله أربع وستُّون سنة.
 

قرئت 6 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد