كاشف كمالات الكائنات
باسمه سبحانه
أيها المستخلف المبارك
{قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } (المائدة : 15)
رشحة من بحر معرفة النبي صلى الله عليه وسلم
فان قلت: مَن هذا الشخص الذي نراه قد صار شمساً للكون، كاشفاً بدينه عن كمالات الكائنات، وما يقول؟
قيل لك: انظر واستمع ما يقول! ها هو يخبر عن سعادة ابدية ويبشّر بها، ويكشف عن رحمة بلا نهاية، ويعلنها ويدعو الناس اليها. وهو دلاّلُ محاسن سلطنة الربوبية ونظّارُها، وكشافُ مخفيات كنوز الاسماء الالهية ومعرِّفها.
فانظر اليه من جهة وظيفته؛ تَرَه برهانَ الحق وسراجَ الحقيقة وشمس الهداية ووسيلة السعادة..
ثم انظر اليه من جهة شخصيته تره مثال المحبةِ الرحمانية، وتمثال الرحمة الربانية، وشرفَ الحقيقة الانسانية، وأنورَ أزهرِ ثمراتِ شجرة الخلقة.
ثم انظر كيف احاط نورُ دينه بالشرق والغرب في سرعة البرق الشارق، وقد قَبِل بإذعان القلب قريبٌ من نصف الارض ومن خُمس بني آدم هديةَ هدايته بحيث تُفدي لها ارواحها.
فهل يمكن للنفس والشيطان ان يناقشا بدون مغالطة في مدّعيات مثل هذا الشخص، لاسيما في دعوىً هي اساس كل مدعياته وهو " لاإله إلاّ الله " بجميع مراتبه؟ .. (*)
_______________
(*) كليات رسائل النور- المثنوي العربي النوري ص:59