الأستاذ النورسي يتحدث أحيانًا بلغة عسكرية. فكيف يمكننا أن نؤمن بالله من خلال هذه اللغة؟

تفاصيل السؤال

الأستاذ النورسي يتحدث أحيانًا بلغة عسكرية. فكيف يمكننا أن نؤمن بالله من خلال هذه اللغة؟

الجواب

الأخ / الأخت العزيز,

قال الأستاذ النورسي رحمه الله:" أرى أن أسعد إنسان في هذه الحياة الدنيا هو ذلك الذي يتلقى الدنيا مضيفَ جندية ويذعن أنها هكذا، ويعمل وفق ذلك. فهو بهذا التلقي يتمكن من أن ينال أعظمَ مرتبة ويحظى بها بسرعة، تلك هي مرتبةُ رضى الله سبحانه، إذ لا يمنح قيمةَ الألماس الثمينة الباقية لقِطع زجاجية تافهة، بل يجعل حياتَه تمضي بهناء واستقامة."(1)

كما هو واضح هنا، فإن أسعد إنسان هو من يعتبر هذه الدنيا معسكرًا مؤقتًا، ويعتبر نفسه جنديًا فيه. وعندما نتحدث عن "الجندية"، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو "الطاعة المطلقة للأوامر".

فكما أن لكل مخلوق وظيفة، فإن وظيفة الجندي الأساسية هي "التدريب والانضباط". وإذا انشغل الجندي بأعمال خارج مهمته الأساسية، فإنه يُهمِل وظيفته الحقيقية.

وكما أن الجندي مُلزَم بطاعة قوانين الجيش، فإن العبد أيضًا مُلزَم بطاعة أوامر الله واجتناب نواهيه.

وعندما يقول الجندي: "بندقيتي"، أو "حزامي"، فهو يقصد تمييز أدواته عن أدوات بقية الجنود، لكنها في الحقيقة ليست ملكًا له، بل هي أمانة مُعطاة له. فإن استخدم بندقيته في غير موضعها، أو أضاعها أو كسرها، يُعدّ خائنًا للأمانة ويُعاقب على ذلك. وعند تسريحه من الخدمة، يجب عليه أن يُسلّم جميع الأمانات المسجلة عليه.

وبالمثل، فإن كل الحواس والمواهب والأعضاء التي مُنحت للإنسان هي أمانات، ولا يحق له استخدامها كما يشاء.

 

____________
(1) كليات رسائل النور- المكتوب التاسع

 

 

أسئلة إسلامية

المؤلف:
أسئلة إسلامية
قرئت 2 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد