الضرورات الخمس في الاسلام
ما هي القيم الأساسية التي يأمر الإسلام بحمايتها ؟
أضافه في أربعاء, 30/04/2025 - 09:09
الأخ / الأخت العزيز,
لقد منح الإسلام للإنسان حقوقًا كثيرة، ويمكن تلخيص القيم التي تُعد من الحقوق الأساسية في ما يلي والتي تسمى الضروريات الخمس: الحق في الحياة، الدين، العقل، المال، والنسل.
1- الحق في الحياة:
يُعد الإنسان أكرم المخلوقات في الإسلام، وقد جعل الحفاظ على حياته من المبادئ الأساسية. يقول القرآن الكريم إن قتل نفس بغير حق كأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً.
وقد بيّن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع، مخاطباً جميع المسلمين:
[ فإنَّ دِمَاءَكُمْ، وأَمْوَالَكُمْ، وأَعْرَاضَكُمْ، وأَبْشَارَكُمْ، علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، ألَا هلْ بَلَّغْتُ ]( البخاري ) موضحاً بذلك حرمة الاعتداء على حياة الإنسان.
وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم:
[ اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ](البخاري)
حتى في حالة الحرب، يُحرَّم قتل من لا يشارك فيها، كالأطفال والنساء والشيوخ ورجال الدين. كما حُرِّم قتل النفس بالانتحار، وعُدّ من الكبائر.
2- الحق في الدين:
لكل إنسان حرية اختيار دينه.
قال تعالى:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ }(البقرة:256)
وقال:{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}(الكافرون:6)
وقد أعطى الإسلام لغير المسلمين الذين يعيشون تحت حكم الدولة الإسلامية حق ممارسة دينهم.
3- العقل:
العقل هو من أعظم صفات الإنسان، فهو وسيلته لقبول أوامر الله والوصول إلى رضاه.
العقل هو مصدر العلم وأساسه، وهو ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات.
وقد دعانا القرآن كثيرًا للتفكر والتأمل، مثل قوله تعالى:
{ أفلا تعقلون }
{أفلا ينظرون}
{يا أولي الألباب}
وللنحافظة على العقل، حرّم الإسلام شرب الخمر وكل ما يغيّب العقل من المخدرات وغيرها، وفرض عقوبات على من يتعاطاها.
4- المال:
كفل الإسلام حق التملك، وحرص على أن يحيا الإنسان حياة كريمة.
لم يُحرّم الإسلام الغنى، بل دعا إلى توزيع الثروة بعدالة ومنع احتكارها.
كما عدّ التعدي على أموال الآخرين من الكبائر، وفرض عقوبة قطع اليد على السرقة (عند توافر الشروط).
5- النسل:
لأجل استمرار النسل وبنائه، شرع الإسلام الزواج كأساس لتكوين الأسرة، واعتبر النكاح أساس المجتمع الإسلامي.
شجّع الإسلام على كثرة النسل، قال رسول الله صلة الله عليه وسلم:
[تزوَّجوا الوَدودَ الولودَ فإنِّي مُكاثرٌ بِكُمُ الأُممَ](ابي داود)
وقد دعا النبي زكريا عليه السلام ربه قائلاً:
{ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا }(مريم:5-6)
وعدّ الإسلام إنجاب الأطفال واستمرار النسل عبادة، وحرّم إجهاض الجنين بعد تشكله، كما حرّم قتل المولود.
وعند مبايعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم، كان من شروطه:
{ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ }(الممتحنة:12)
مما يدل على أهمية حماية حياة الأطفال قبل الولادة وبعدها.
إذا وُلد الطفل، تصبح مسؤولية رعايته على الأب، لكن قبل ذلك فهي على الأم، لذا فالنهي عن قتل الأطفال يشمل الأجنة في الأرحام.
أسئلة إسلامية