تأثير جينات الإنسان على إيمانه و كفره
هل جينات الإنسان لها تأثير في إيمان الإنسان أو كفره؟ وهل يرفع ذلك مسؤوليته؟
أضافه في أربعاء, 13/11/2024 - 09:34
الأخ / الأخت العزيز,
ليس للعقل علاقة مباشرة بالإيمان أو الكفر. فلو كان الأمر كذلك لكان ظلمًا، ولوجب على الأذكياء الإيمان، بينما لا يؤمن الأقل ذكاء.
نعم التكليف مرتبط بالعقل فكل من لديه قدر من العقل والاتزان العقلي مسؤول. ولكن قبول أو رفض الإيمان يتوقف على الإرادة، والإنسان يختار بإرادته أن يؤمن أو يكفر، سواء كان عقله قليلاً أو كثيراً.
فالإيمان مرتبط بإرادة الإنسان.
الشيطان كان ذا عقل، ويعرف الله، لكنه عصى، وإصراره على العصيان لم يكن بسبب نقص عقله.
العوامل التي تؤثر على إيمان الإنسان أو كفره قد تكون أسباباً، لكن الإرادة هي الأصل. فلا شيء من هذه العوامل تؤثر على مسؤولية الإنسان.
فقط من لا يملك اتزاناً عقلياً أو لم تصله الدعوة فهو غير مكلف .
التركيبة الجينية ليست لها تأثير كامل على إرادة الإنسان، بل هي مجرد سبب من بين الأسباب. ونظراً لوجود الاختبار الدنيوي، فمن الطبيعي وجود عوامل قد تؤثر على الإيمان، لكنها ليست مؤثرة بنسبة كاملة. لو كان للجينات تأثير كامل على الإيمان، لوجب على جميع الناس الإيمان مثل آدم عليه السلام، حيث إن جميع البشر ينحدرون من تركيبته الجينية.
ومع ذلك، ابن نوح عليه السلام هلك في الطوفان ولم يؤمن، مما يثبت أن الجينات ليست ذات تأثير على الإيمان. فالإنسان لديه استعداد للإيمان والعصيان في الوقت نفسه، وهما في مستوى متساوٍ.
وقد وُصف سعد الدين التفتازاني الإيمان في تفسير بأنه: "نور يلقيه الله في قلب من يشاء من عباده بعد استعماله الإرادة الجزئية".
أسئلة إسلامية