تعريف القماروحكمه

تفاصيل السؤال

ما هو القمار؟ وما هو موقف الإسلام من القمار؟

الجواب

الأخ / الأخت العزيز,

القمار هو: إعطاء أو أخذ مال اعتمادًا على احتمال أمر غير مؤكد النتائج. ومهما كان اسم اللعبة، فإن كل لعبة أو رهان مشترك تقوم على دفع أو ربح مال أو شيء ذي قيمة بهذه الطريقة تُعد قماراً. وقد سُمي في القرآن "ميسراً" لأنه من السهولة (يُسر)، إذ هو وسيلة سهلة لاكتساب المال أو فقدانه.
القمار طريق للكسب الحرام، ينسى الإنسان فيه خالقه، ويصرفه عن الصلاة، ويقوده للكسل، ويهدم قدرته على العمل، وينشر البغضاء والعداوة بين الناس. وكل أنواع القمار محرّمة في الإسلام لأنها تُلحق أضراراً لا تُمحى بالفرد والمجتمع.

وقد ورد في القرآن الكريم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ}(النساء:29)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}(المائدة:90-91)

القمار وأضراره:
من حيث التحريم والإثم، لا فرق بين الخمر والقمار، فكلاهما محرمان في نفس الآية. والقمار هو كل لعبة حظ تُكسب أو تُفقد فيها الأموال. وهو أخذ مال الغير ظلماً، وسرقة جماعية مُتفق عليها. وهو كارثة اجتماعية، وقد دمّر القمار العديد من الأسر وجعلهم يعيشون في بؤس دائم.

من يسهرون على موائد القمار مدفوعين بالطمع، يضيعون صحتهم، أموالهم، أخلاقهم وأوقاتهم، ويبتعدون عن إنسانيتهم. من يربح اليوم يخسر غدًا.
المال الذي يُخسر في القمار غالباً فيه حق الزوجة والأولاد والفقراء، والمال الذي يُربح به أيضاً غير مشروع.

ومع انتشار القمار، تزداد الأضرار الاجتماعية، ويحل الكسل محل العمل، وتقل الإنتاجية في الحياة الاقتصادية. ويأتي القمار ومعه الشرور مثل الخمر، الكذب، الطمع، الحقد، الانتقام، والقتل.
في الأسرة، يؤدي القمار إلى الفوضى، والنزاعات، والإهمال. وقد شوهد كثيرون يبيعون دينهم، وشرفهم، ووطنيتهم، ويدوسون على كل القيم المقدسة بسبب القمار.

والقمار، مثل الخمر، يتحول بسرعة إلى عادة يصعب التخلص منها، لذلك فهو من أخطر العادات.

كل لعبة حظ تؤدي إلى ربح أو خسارة مال – مثل النرد، أوراق اللعب، اليانصيب،الرهانات المشتركة – تُعتبر قماراً.

تبدأ ألعاب الحظ بدافع التسلية، ثم يدفع الربح الإنسان للعب طمعاً، ويعاود الخاسر اللعب لتعويض خسارته، فينتهي به الأمر مقامراً. والذين يفقدون كل شيء في القمار ويخربون أسرهم، كانوا في البداية يرونه مجرد تسلية.

تجنّب القمار واجب، وكذلك حماية أهلنا ومن حولنا منه. وقد حمّل القرآن الكريم المسؤولية لرب الأسرة لتربية أفراد عائلته وتوجيههم إلى الحياة التي يريدها الله ورسوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(التحريم:6)

أما الألعاب مثل الطاولة، الشطرنج، الداما، الورق، التنس، والبلياردو، فإذا كانت تُلعب بنية القمار وكسب المال، فهي بلا شك قمار محرم.

وقد وردت أحاديث نبوية تحرّم لعبة الطاولة:
[مَن لَعِبَ بالنَّرْدِ فقد عصى اللهَ ورسولَه](أبو داود: 4938)
[مَن لَعِبَ بالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأنَّما صَبَغَ يَدَهُ في لَحْمِ خِنْزِيرٍ ودَمِهِ](مسلم: 226)

وقد رأى أغلب فقهاء الإسلام أن هذه الأحاديث تشمل التحريم حتى لو لم يكن اللعب بغرض القمار. أما سعيد بن المسيب وبعض العلماء، فرأوا أن اللعب بها لغير القمار لا يُعد حراماً.
والألعاب مثل الورق والدومينو تُشبه الطاولة من حيث الحكم.

أما لعبة الشطرنج، فقد ظهرت في عهد الصحابة، ولم يرد حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم بشأنها، وقد اختلف العلماء فيها:
• بعضهم مثل عبد الله بن عباس، أبو هريرة، ابن سيرين، سعيد بن المسيب وغيرهم رأوا أنها مباحة.
• الشافعي قال إنها مكروهة تنزيهاً، بينما رأى أبو حنيفة، مالك، وأحمد بن حنبل أنها حرام.
وقد استندوا إلى كونها أقرب إلى التفكير والذكاء منها إلى الحظ، كما لا يوجد نص قطعي بتحريمها. لكن بعض الصحابة شبهوها بالطاولة، 
أما لعبة الداما، فهي تُشبه الشطرنج. والتنس والبلياردو يغلب عليهما الجانب الرياضي، وإذا لم يُقترن بهما شيء محرم، فهما مباحان.

الخلاصة:
لكي يكون اللعب مباحاً إذا لم يكن بنية القمار، وإنما للتسلية والراحة، فهناك أربعة شروط يجب توفرها:
1. ألا يؤدي إلى تأخير الصلاة أو فواتها.
2. ألا يكون فيه أي منفعة مادية أو مصلحة مرجوة.
3. أن يحفظ اللاعب لسانه من الكلام البذيء أو العبث.
4. ألا يتحول إلى وسيلة لهدر الوقت وتجاوز حدود الراحة والتسلية الطبيعية.
 

أسئلة إسلامية

المؤلف:
أسئلة إسلامية
Subject Categories:
قرئت 2 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد