حقوق المرأة في الإسلام
ما هي حقوق المرأة في الإسلام؟ وما رأيكم في الادعاءات التي تقول إن الإسلام يفرض الضغوط والتقييدات على المرأة؟
أضافه في أربعاء, 30/07/2025 - 09:31
الأخ / الأخت العزيز,
في العصور التي سبقت الإسلام، لم تكن المرأة تُعد حتى إنسانًا. أما الإسلام، فقد رفع المرأة إلى المكانة التي تستحقها.
ثم إن للحرية ليست أن يعيش الإنسان كما يشتهي هو أو شيطانه، بل أن يعيش كما يريد خالقه. لأن من لا يطيع الله، يكون قد أطاع هواه أو الشيطان.
فلنحاول توضيح الحقوق العامة للمرأة بإيجاز:
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}(النحل:58)
في هذه الآية، يصف الله (عز وجل) نظرة إنسان الجاهلية إلى المرأة، ويُدينها. في المقابل:
{ لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }(الشورى:49-50)
المرأة، كالرجل، تولد بشرًا. فإن ميز الأهل بين الأبناء في المحبة والعطاء، يتحملون المسؤولية. ومن لا يراعِ وصية النبي صلى الله عليه وسلم، يستحق الحرمان من شفاعته. ولأن مشاعر الجاهلية قد تعود أحيانًا في النفوس، فقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية تربية البنات وقال:
[مَن عالَ ابنتينِ أو ثلاثًا ، أو أختينِ أو ثلاثًا حتَّى يَبِنَّ ، أو يَموتَ عنهنَّ ؛ كنتُ أنا وهوَ في الجنَّةِ كَهاتينِ . وأشار بأُصْبُعيهِ السبَّابةَ والتي تلِيهَا]
وعند ولادة البنت، يُذبح لها عقيقة كشكر، كما في حال الذكر. ويُعطى لها اسم حسن، وتُوفر لها التربية والتعليم الضروري. لا يوجد أي نص في القرآن أو السنة يشجع على العلم ويستثني النساء. بل على العكس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن النساء قد يُهمَلن، فقد أوصى بهن خيرًا، وأمر بصيانة حقوقهن. وفي زمنه صلى الله عليه وسلم، نشأت نساء عالمات ومجتهدات، مثل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
نشأت المرأة متساوية مع الرجل في التربية، وعند الزواج، لها الحق في رؤية من سيتقدم لها، وهذا حق وسُنّة. وإن لم تُعجب به، فلها أن ترفضه، ولا قيمة لإصرار الأولياء أو العريس.
عند الزواج، لها الحق في المهر الذي تطلبه، وهو حق طبيعي شرعه الله، وضمان لحياتها. وهي حرة في التصرف بهذا المهر أو أي مال تمتلكه في حدود الشرع. يمكنها إنفاقه في الخير، أو استثماره، أو تأسيس شركات، أو المساهمة فيها بأسهم، والربح منها وإنفاقه كيف تشاء. لأن أمنها الاجتماعي مضمون من خلال الزواج، والنفقة على الرجل. ولا يحق له أن يقول لها: "اشتري ملابسك أو زينتك من مالك." بل عليه أن يوفر نفقتها بما يتناسب مع قدرته، وإن لم يستطع، فلا يحق له الزواج. وإن لم ينفق بعد الزواج، فلها الحق في طلب الطلاق ويُستجاب لها.
لا يجوز للزوج أن يهين زوجته، ويجب أن يتذكر أنها شريكة حياته، ولا يحق له أن يهجرها ويتركها وحيدة في المنزل.
[خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي]( الترمذي)
ومن واجبات الزوج أن يمازح زوجته، ويُدخل السرور عليها، ويقضي معها أوقاتًا طيبة.
ما لم تتمرّد المرأة على الحقوق والقوانين أو تتمادى في العصيان، فلا يحقّ للرجل أن يضرب زوجته بحجج واهية.
فيما يخصّ ضرب الزوجة يمكن الرجوع إلى الآية 34 من سورة النساء وتفاسيرها،{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}
ولا يحقّ للرجل أن يُزعج زوجته بمداهمات مفاجئة بدافع الغيرة أو الشك المرضي.
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن دخول الرجل المفاجئ ليلاً على زوجته بعد غياب طويل دون إعلام مسبق. وقد ورد في الحديث أن من أسباب هذا النهي هو أن تتهيأ له الزوجة بالاغتسال، والتزين، وإزالة الشعر، وتمشيط شعرها.
وقد ورد في الحديث الشريف:[ إذا قدمَ أحدُكُمْ لَيْلًا ، فلا يأتيَنَّ أَهْلهُ طُرُوقًا ؛ حتى تَسْتَحِدَّ المُغِيبَه ، و تَمْتَشِطَ الشَّعِثَه] (صحيح مسلم)
وقد ذكر شراح الحديث أن الدخول المفاجئ ليلاً قد يُفهَم كاتهام للمرأة بالخيانة، وهو أمر مرفوض.
كما أن من واجبات الزوج إشباع زوجته جنسيًا. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يُسرع في العلاقة دون الاهتمام بزوجته فيقضي حاجته وينصرف، ، بل نصح بالتريث والملاطفة والمداعبة قبل العلاقة.
[إذا جامعَ أحدُكم أهلَهُ فليَصْدُقْها ثم إذا قضَى حاجتَهُ قبلَ أن تُقضَى حاجتُها فلا يُعْجِلْهَا حتى تَقضِيَ حاجتَها]( أخرجه أبو يعلى)
فالمرأة لا تستثار مباشرة كما هو حال الرجل، وإنما تحتاج إلى فترة مداعبة واستعداد. والرجل الصالح هو من يهيّئ زوجته ويُرضيها كما يُرضي نفسه. أما من يُفكر في نفسه فقط، فقد ظلم زوجته وأذاها باسم اللذة.
يحقّ للمرأة أن تطلب الطلاق إن لم تتم العلاقة الزوجية خلال سنة كاملة من الزواج.
ولها أن تمتنع عن تسليم نفسها للزوج ما لم تستلم مهرها المقدّم.
كما أن علاج المرأة ودواءها ونفقات صحتها من مسؤولية الزوج.
وإذا لم تكن قادرة على صنع الخبز، فعليه أن يشتري لها خبزًا جاهزًا. وإذا أراد منها أن تتزيّن، فتكاليف الزينة والعطور على عاتقه. وعليه اكساءها وشراء حاجتها من الملابس.
وللمرأة أن تأخذ من زوجها النفقة أثناء غيابه في السفر.
يحقّ للمرأة، حسب وضعها، أن تطلب من زوجها خادمة، وتكون أجرتها عليه.
ولا تُجبر على القيام بأي عمل منزلي يُعد في العرف عيبًا أن تقوم به النساء.
وإذا احتاجت إلى نفقات إضافية، يمكنها أن تتفق مع زوجها على مقدار النفقة الشهرية.
وإن رأت أن المبلغ لا يكفي، فلها طلب الزيادة، وإن رفض، فلها اللجوء إلى القضاء.
وإذا لم ترد المرأة السكن مع أقارب زوجها، فعلى الزوج أن يوفر لها سكنًا مستقلًا، وذلك حتى تتمكن من الاستمتاع والتقرب من زوجها دون إزعاج.
بل إن من حقّها طلب غرفة مستقلة لأي فرد آخر في البيت، حتى لو كان طفلًا لا يعي العلاقة الزوجية.
وللمرأة حق زيارة والديها، ولا يحقّ للرجل منعها.
كما أن لها الحق في العمل في الأعمال المشروعة التي لا تضر بحقوق الزوج.
وفي حال الطلاق الرجعي أو البائن، فإن نفقة المرأة خلال عدّتها من مسؤولية الزوج.
كل ما ذُكر أعلاه لا يُعد توصيات فقط، بل حقوق قانونية ملزمة وموجودة في كافة كتب الفقه.
وإن كانت النساء في بعض المناطق يُجبرن على العمل في أعمال شاقة لا يقدر عليها إلا الرجال، فالمسؤولية لا تقع على الإسلام،
بل على من أبعد الإسلام عن حياتهم.
عندما تكون هناك انتخابات سياسية، فقد قال معظم علماء الإسلام إن للمرأة حق الانتخاب.
لأنه لا يوجد أي دليل شرعي يُثبت أن المرأة لا تملك هذا الحق. علمًا أن الانتخاب في هذا السياق لا يعدو أن يكون "بيعة". وقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم النساء أيضًا، كما ورد في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ..}(الممتحنة:12) وتفسيرها.
كما أنه بعد وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، جرى أخذ رأي الناس لاختيار الخليفة الجديد، وشمل ذلك حتى الفتيات غير المتزوجات.
وحتى عندما تموت المرأة، فإن كفنها يكون من مال زوجها.
كما هو واضح، فالمرأة في الإسلام تتمتع بأمان اجتماعي كامل ولا تحمل همّ المعيشة.
وكل ما ذُكر هو حقوق قانونية تُحدّد قضائيًا في حال النزاع، لا مجرد توصيات أخلاقية.
ففي الإسلام، العلاقة بين الزوجين ليست صراعًا دائمًا على الحقوق، بل شراكة متكاملة.
هما نصفان يُكملان بعضهما، يتعاونان، يدعمان بعضهما نفسيًا وروحيًا، تمامًا كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يساعد في شؤون البيت، وكما قسّم عليّ رضي الله عنه العمل بينه وبين السيدة فاطمة رضي الله عنها.
المرأة في الأسرة:
يؤكد الإسلام أن الرجل والمرأة خُلقا متساويين من حيث الأصل:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ}(الحجرات:13)
كما أن الإسلام لا يرى تفوق أحد الجنسين على الآخر في أصل الخلقة، أو في الولادة والموت وما بعده.
فالإنسان يقف بين يدي الله فردًا، لا يحمل أحدٌ عن أحد شيئًا
{ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}(مريم:93).
والمرأة المؤمنة، التي تعمل الصالحات ولا تنحرف عن طريق الله، يُذكر حالها في القرآن على أنها ممن يُخلدون في الجنة:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(النحل:97)
الاختلاف بين الرجل والمرأة إنما هو في الجوانب الجسدية، حيث يُذكر أن المرأة كائن رقيق وضعيف من الناحية البيولوجية، وهذا الاختلاف يؤدي إلى اختلاف في الوظائف بين الجنسين في حياة الفرد والمجتمع، مما يعكس حماية الإسلام للمرأة.
لم يضع الإسلام المرأة في الحضيض كما فعلت الجاهلية،
ولم يُعطها سلطة مطلقة على الأسرة كما في المجتمعات الأمومية.
بل رسم نموذجًا أسريًا يكون لكل فرد فيه دوره الواضح، من دون أن يُظلم أحد، وضمن نظام عادل.
وقد جاء نظام الأسرة في الإسلام ليرفع الظلم عن كلا الجنسين، ويزيل السلوكيات التي قد تُسبب أذى للعلاقة الزوجية.
وقد جعل الإسلام الرجل هو المسؤول الأول عن الأسرة:
{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ }(النساء، :34)
وفي آية أخرى يقول الله تعالى:{.. وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }(البقرة:228)
وقد أسند الإسلام مهمة "رئاسة الأسرة" إلى الرجل، كما ورد في قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ }(النساء، :34)
وذلك لأن من واجباته تأمين حاجات الأسرة وحمايتها من التأثيرات الخارجية، لذا فإن على عاتقه تقع مسؤولية عظيمة.
وفي المقابل، لا يملك الرجل التدخل في مال المرأة الشخصي ولا يحق له إلزامها بواجبات محددة. بل إن لم ترد المرأة رعاية الأطفال، فلها أن تطلب من زوجها جليسة أو مربية، ويجوز لها الامتناع عن أداء أعمال المنزل. ومع ذلك، فإن قيام المرأة بهذه الأعمال يُعد دلالة على تقواها، وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم عليها.
إن استمرار الحياة الأسرية في الإسلام مرهون بحفظ الحقوق المتبادلة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:[ ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا](الترمذي)
وطاعة المرأة لزوجها تعني التزامها بواجباتها تجاهه ضمن الحدود الشرعية.
حقوق المرأة على زوجها:
بما أن الرجل مسؤول عن النفقة، فإنه ملزم بتأمين حاجات زوجته المادية ضمن حدود الشريعة الإسلامية { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ }(النساء، :34).
ويجب عليه أن يحسن معاملتها ويحفظ حقوقها:
{ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }(النساء: 19)
وقد نهى الإسلام الرجل عن إساءة استخدام منصبه كقائد للأسرة، وجعل الغاية من هذا المنصب حفظ النظام داخل البيت، لا الاستبداد. ولذلك، فإن استعمال الرجل سلطته بطريقة ظالمة حرام.
كما يتيح الإسلام للمرأة استثمار مهاراتها الاجتماعية والعلمية ضمن الإطار المشروع، فيسمح لها بالعمل والتعلم وقد خصص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتاً يعظهم فيها، أورد البخاري عن أبي سعيد الخدري [قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن].
والرجل مأمور بحسن معاملة زوجته فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:[ إنَّ المَرْأَةَ كَالضِّلَعِ، إِذَا ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا، وإنْ تَرَكْتَهَا اسْتَمْتَعْتَ بهَا وَفِيهَا عِوَجٌ] (البخاري)
وقال:[خيرُكُم خيرُكم لِأهْلِهِ ، وَأَنَا خيرُكم لِأَهْلِي] (الترمذي)
وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُوصي الرجال بحسن معاملة النساء، ويُحذر من تعنيفهن.
ولا يجوز ضرب المرأة، بل تُنصح أولاً. وإن تمادت في العصيان، كأن تخرج مع غير المحارم، أو تسرف في المال، أو تفشي أسرار البيت، فيجوز حينها تأديبها بضوابط الشرع، بعد النصح والتدرج في الإنكار، وإن لم ينفع ذلك، يجوز تخويفها بالضرب غير المُبرِّح { .. وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}(النساء، :34).وإن لم يُجْدِ نفعًا، يُمنع الضرب.
حقوق الزوج على زوجته:
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ..}(النساء، :34).
{ .. فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ..}(النساء، :34).
على المرأة أن تكون مطيعة لزوجها ضمن الحدود الشرعية، حتى يتمكن من أداء مسؤولياته داخل الأسرة.
أما الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، فهي ليست واجبة شرعًا، لكنها من علامات التقوى، لذا حث الإسلام عليها دون إلزام.
ولا تعني القوامة أن الرجل أشرف أو أفضل، بل إن الرجل مُنح صفات طبيعية جسدية وعقلية تُناسب مهامّ القيادة، لا الفضل والشرف
في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم:[ إذا صلَّت المرأةُ خمسَها وصامت شهرَها وحفِظت فرجَها وأطاعت زوجَها قيل لها ادخُلي الجنَّةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ](مسند الامام احمد)
لكن طاعتها لزوجها مقيدة بطاعة الله، فإن أمرها بما يخالف شرع الله، فلا طاعة له.
الحياة الزوجية مبنية على الرضا المتبادل والاحترام والتكامل، فلا يصح تجاهل أحد الطرفين لحاجات الآخر.
وفي العقوبات الدنيوية، لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة في الإسلام، فكلاهما يُحاسَب بالعقوبة ذاتها إذا اقترف الجرم ذاته.
أما الإرث، فحصول المرأة على نصف نصيب الرجل لا يُعدّ انتقاصًا من شأنها، بل هو نابع من أن الرجل مُكلّف بالإنفاق، في حين أن المرأة ليست كذلك.
وبالتالي، المرأة تحتفظ بكامل نصيبها من الميراث، ولا يُجبرها الشرع على الإنفاق منه إلا برضاها، بينما الرجل مطالب بالنفقة في جميع الأحوال.
وقد خلق الله المرأة لتكون صاحبة البيت، بينما الرجل مسؤول عن تحصيل الرزق.
فكما أن الرجل مسؤول عن الكسب، فالمرأة مسؤولة عن تدبير ما يدخل إلى البيت من مال وخير. وهي راعية في بيت زوجها.
أما خارج البيت، فلا يلزمها الإسلام بأي مسؤوليات.
قال تعالى:{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ..}(الأحزاب: 33)
وقد شجّع الإسلام المرأة على القرار في بيتها، لكنه لم يمنعها من الخروج إذا دعت الحاجة، كعدم وجود رجل يقوم بشؤونها، أو عجز الزوج عن النفقة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:[ قدْ أذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أنْ تَخْرُجْنَ لِحَوائِجِكُنَّ] (رواه البخاري ومسلم)
لكن في زمننا، ورغم مراعاة المرأة المسلمة للضوابط الشرعية، فإنها لا تستطيع غالبًا أن تحمي نفسها من الأذى في الأسواق والعمل.
لذلك، فالأفضل للمرأة – ما استطاعت – أن تبتعد عن تلك البيئات.
الإسلام أعفى المرأة من عناء العمل خارج المنزل، وجعل لها دورًا أساسيًا في بيتها، لتجد فيه الكرامة، وتبني أسرة مستقرة.
وهكذا يُعيد الإسلام للمرأة روحها التي أُهينت في مجتمعات مادية لا تُراعي إنسانيتها.
أسئلة إسلامية