كيفية تعلم الاسلام وتطبيقه

تفاصيل السؤال

لكي يتعلم الإنسان الإسلام جيدًا ويعيشه، ماذا يجب أن يفعل؟

الجواب

الأخ / الأخت العزيز,

عندما يُذكر الإسلام، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو القرآن الكريم وسيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. فقد أرسل الله كتاباً يتضمن أوامره ونواهيه، وأرسل نبيّاً ليُجسّد هذا الكتاب في الحياة الواقعية.
إذًا، فإن طريق المسلم الحق يمر عبر اتباع القرآن والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، الذي هو (قرآن يمشي على الأرض).
ولهذا قال الله تعالى في القرآن الكريم:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(آل عمران:31)
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود:
[ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السبع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه، فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه] 
مشيرًا بذلك إلى أن القرآن لا يُفهم فهماً كاملاً إلا من خلال سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

أما عن أقوال العلماء المستنبطة من القرآن والسنة، فقد وضّحها الله تعالى في قوله:
{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}(النساء:83)
مما يدل على أهمية الرجوع لأهل العلم المتخصصين في الشريعة. ومن هنا جاء وجود المذاهب الفقهية الأربعة.

وباختصار، فإن تعلّم الإسلام والعيش به بشكل صحيح يتحقق من خلال:
• اتباع القرآن،
• الاقتداء بـ السنة النبوية،
• الالتزام بأقوال العلماء الربانيين الذين استخرجوا الأحكام من هذين المصدرين.
أما عن الاطلاع على الديانات الأخرى أو الأفكار المناقضة للإسلام، فينبغي أولاً أن يترسخ إيمان المسلم وأن يُبنى بشكل قوي. فمن غير المعقول أن يبحث الإنسان عن الجمال في "مزبلة" الحي دون أن يكون قد بنى بيته أولاً بإتقان. ونحن لا ننكر وجود بعض الأمور الحسنة في الثقافات الأخرى، لكن الدخول إليها دون تحصين فكري أشبه بالمرور في غرفة مسمومة بلا قناع، مما قد يُعرض الإنسان للانحراف.
لهذا، يجب أن نمتلك عقيدة صحيحة وفهماً سليماً للإسلام قبل التعرّض لأي فكر مخالف.

الطريق الوحيد للوصول إلى الحق والحقيقة هو الإيمان بالقرآن والعمل بمقتضاه، فهو كتابٌ مقدسٌ أنزله الله ليهدي البشر إلى الخير المطلق والحق الأصيل، ويوصلهم إلى السعادة في الدنيا والآخرة. فالقرآن يدعو إلى الإيمان والتوحيد، وإلى العبادة، والإخاء، والمحبّة، وقد وضع أعظم القواعد في الإيمان والعمل الصالح. 

الإسلام لا يُبنى إلا بمقاييس القرآن، وما عداه من الضلالات والخرافات يرفضها الإسلام بشدّة.

القرآن الكريم أقنع عامة الناس ببساطته، وأذهل العلماء ببلاغته وفصاحته. وكل من يبحث عن الحقيقة يجد في القرآن إجابةً لحاجته الفكرية والروحية. العقول لا تهدأ ولا تطمئن إلا بذكر الله، والقرآن هو مفتاح ذلك.
لقد شجع القرآن على التفكّر، وأعطى للعقل الوسيلة الصحيحة لفهم كتاب الكون، واستكشاف أسراره، ومعرفة خالق هذا الكون ومعبوده. فالقرآن نورٌ إلهي يهدي العقول في ظلمات الحياة، كما تنير الشمس المادة.
قال الله تعالى:
{إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}(الإسراء:9)
وكما يجب اتباع قوانين العلم للتقدم فيه، فإن اتباع القرآن والسنة ضروري للوصول إلى الحق.

فالإنسان لا يعرف صفات الله، ومصيره، وحقيقة الآخرة، وما يُقبل فيها وما يُرفض، إلا من خلال القرآن والسنة. وبذلك، فإن كل مسلم ملزَمٌ ببناء إيمانه وعبادته وأخلاقه وفق هذين المصدرين.

ومن خلال القرآن والسنة يتعلم المسلم:
• ما الذي يجب الإيمان به للدخول في دائرة الإسلام،
• ما الأعمال التي يجب عليه فعلها والابتعاد عنها للبقاء في دائرة الإيمان.
لذلك، على المسلم أن يقيّم أي فكرة أو معتقد أو رأي بشري بمقياس القرآن والسنة، ويفهم أنه لا حقيقة خارج هذه المقاييس.

القرآن الكريم يُعلّمنا أركان الإيمان:
الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.

كما أن القرآن يُعلّم المؤمنين كل تفاصيل الإسلام من أوامر ونواهي. فمن امتثل لتلك الأوامر والنواهي كان مسلماً كاملاً في إيمانه وعمله.
 

أسئلة إسلامية

المؤلف:
أسئلة إسلامية
Subject Categories:
قرئت 2 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد