الاكتشافات الحديثة في القرآن الكريم

تفاصيل السؤال

هل ذُكرت الاكتشافات الحديثة في القرآن الكريم؟ هل يمكنكم إعطاء أمثلة؟

الجواب

الأخ / الأخت العزيز,

علم الفلك
• لم تُعرف بعد كيفية تكون المادة الأولى للكون بشكل مؤكد، وربما يبقى ذلك مجهولاً إلى الأبد. ومع ذلك، وُضعت بعض النظريات المدعومة بأدلة يمكن قبولها. وتُفهم آيات القرآن المتعلقة بهذا الموضوع بشكل أفضل في ضوء هذه النظريات:
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}(الأنبياء:30)
{ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}(فصلت:11)
النظرة السائدة اليوم بين علماء الفيزياء الفلكية تدور في نفس الإطار الذي ترسمه هذه الآيات.
• هناك إشارات متعددة في القرآن إلى كروية الأرض، مثل قوله تعالى:{ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ}(الزمر:5)
كلمة "يُكَوِّر" تشير إلى لفّ الشيء حول جسم كروي، كما يُلفّ العمامة على الرأس.
ومن الآيات التي تشير إلى دوران الأرض:
{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}(النمل:88)

الفيزياء
عندما يصعد الإنسان إلى طبقات الجو العليا، يقل الأوكسجين ويهبط ضغط الهواء بمعدل درجة واحدة كل 100 متر، مما يؤدي إلى ضيق التنفس واضطرابات في الكلام والرؤية، وربما فقدان الوعي. وبعد ارتفاع 20,000 متر، يستحيل التنفس دون أجهزة خاصة، مما يؤدي إلى الموت. ويصف القرآن هذا الواقع بقوله:
{فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}(الأنعام:125)

علم طبقات الأرض (الجيولوجيا)
أثبتت الجيولوجيا أن للجبال جذوراً عميقة تحت الأرض تساوي أحياناً ارتفاعها فوق سطح الأرض. ويقول القرآن:
{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا}(النبأ:6-7)
كما جاء في آية أخرى:
{ وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا }(النازعات:32)
ويُظهر القرآن أن الجبال تحفظ توازن الأرض:
{وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ}(لقمان:10)
وتبين حديثاً أن الجبال تمثل عناصر مهمة في قانون التوازن الأرضي المسمى "إيزوستاسي". وتبيّن أيضاً أن هناك نقاطاً ساخنة على الأرض، وعددها يقارب 110، وهي جبال ضخمة تمنع حركة القشرة الأرضية، وتثبتها كالمسامير.

علم النبات
مع أن التلقيح في النباتات معروف قديماً، إلا أن دور الرياح في عملية التلقيح لم يكن معروفاً حتى وقت قريب. قال تعالى: {وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}(الرعد:3)
وقد تم اكتشاف أن جميع النباتات تحتوي على أزهار بها أعضاء ذكرية وأنثوية، وأن التلقيح يتم أيضاً عبر الرياح.
{ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ }(الحجر:22)

علم الوراثة
{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ }(الأعراف:172)
القرآن يعرض حقيقة خفية وعميقة في فطرة الإنسان، بأسلوب مدهش لا مثيل له، في وقت لم يكن لدى الناس فيه أي علم بحقيقة نشأة الإنسان. واليوم، يُبيِّن العلم أن الجينات تحتوي على جميع الصفات الوراثية للإنسان، وهي محفوظة في خلايا صغيرة جداً لا تتجاوز 1 سم³، رغم أنها تحتوي على سجل مفصل لحياة ثلاثة مليارات إنسان.
قال تعالى:{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}(فصلت:53)

علم البصمات (الداكتيلوسكوبي)
علم البصمات يثبت أن لكل إنسان بصمة إصبع فريدة لا تتكرر. ويقول الله تعالى:
{ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ}(القيامة:3-4)
فقد أشار القرآن إلى هذه الخاصية الدقيقة لبنية الإنسان.

علم الأحياء
عند مقارنة آيات القرآن المتعلقة بتطور الجنين، مثل سورة الحج (آية 5) وسورة المؤمنون (الآيات 12-14) نجد توافقاً تاماً مع مكتشفات علم الأحياء الحديث. وقد عبّر أحد أساتذة الطب عن هذا بقوله:
"القرآن يوضح للبشر بأسلوب بسيط الحقائق الأساسية حول تكاثر الإنسان، والتي استغرقت البشرية قروناً لاكتشافها."
الآيات:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}(الحج:5)
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }(المؤمنون:12-14)

الطب الوقائي (حفظ الصحة)
يضع القرآن الكريم أحكاماً لحفظ صحة الإنسان النفسية والبدنية، كما يحتوي على قوانين دقيقة في الطب الوقائي لم تُفهم بشكل كامل إلا بعد قرون من نزوله.
فهو يأمر بالنظافة الشخصية، نظافة الملابس، الراحة الكافية، التغذية الجيدة، تجنب الأطعمة الفاسدة، الامتناع عن الخمر، والامتناع عن أكل الميتة والدم ولحم الخنزير. كما يحذر من الزنا، أحد أسباب الأمراض الجنسية.
 

أسئلة إسلامية

المؤلف:
أسئلة إسلامية
Subject Categories:
قرئت 2 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد