حكمة ذكر قصص الأنبياء في القرآن الكريم

The Details of the Question

ما هي الحكمة من ذكر قصص الأنبياء في القرآن الكريم؟

الجواب

الأخ / الأخت العزيز,

تتضمن قصص الأنبياء في القرآن الكريم حكماً متعددة، ومن أهمها ما يلي:
1- إثبات أن القرآن كلام الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله
يروي القرآن الكريم قصص بعض الأنبياء من زمن آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ويذكر الأحداث المهمة التي مروا بها، وهي أحداث وردت أيضاً في التوراة والإنجيل. غير أن القرآن يصدق ما اتفقت عليه هذه الكتب السماوية ويصحح ما وقع فيها من تحريف أو اختلاف. وهذا دليل على أن هذه القصص لم تكن من نتاج فكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل هي وحي من عند الله، خاصة وأن النبي كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب.
قال الله تعالى:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}(يوسف:3)
{تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}(هود"49)

2- ليست القصص مجرد سرد تاريخي، بل دروس وعبر للمؤمنين
لم تُذكر هذه القصص في القرآن لمجرد الإخبار عن الماضي، وإنما لتكون عبرة للمؤمنين. فعلى سبيل المثال، نزلت آيات عن قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام في مكة، حيث كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يجاهد المشركين في سبيل التوحيد. وعندما انتقل إلى المدينة، بدأت الآيات تركز على بناء سيدنا إبراهيم للكعبة وقصة ذبح إسماعيل، لأن المسلمين هناك كانوا يتعاملون مع أهل الكتاب، حيث كانت هذه المواضيع هي التي تهمهم.
3- تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وتهديد الكافرين بالعذاب
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعرض للأذى الشديد من قريش، فنزلت بعض القصص لتعزيته والتخفيف عنه، كقصص معاناة الأنبياء السابقون من أقوامهم، فقيل عنهم إنهم سحرة أو مجانين، واتُهموا بالسعي وراء المصالح الشخصية، وتعرضوا للتعذيب بل والقتل أحيانًا.
كما أن هذه القصص تضمنت ذكر هلاك الأمم الظالمة، مما كان تحذيراً للمشركين بأنهم لن يفلتوا من العذاب، كما أنبأت المؤمنين بأن طريقهم هو طريق الحق الذي سار عليه جميع الأنبياء.
4-إثبات مسألة النبوة عبر التاريخ
تؤكد قصص الأنبياء أن النبوة ليست ظاهرة جديدة، بل كانت دائمًا موجودة في تاريخ البشرية، وبالتالي فإن نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليست استثناءً، بل امتداد لهذا الخط النبوي.
5- تقوية إيمان المسلمين والرد على المنكرين
تُظهر هذه القصص أن الإسلام ليس بدعة جديدة، بل هو استمرار للإيمان الذي دعا إليه جميع الأنبياء. فلو كانت هذه الرسالة من عند البشر، لوجدنا اختلافاً في تعاليم الأنبياء، لكن الواقع هو أن جميع الأنبياء دعوا إلى التوحيد، وهذا دليل على أن مصدرهم واحد، وهو الوحي الإلهي.
6- ربط المسلمين بتاريخ البشرية وإعطاؤهم رؤية واسعة للحياة
تساعد قصص الأنبياء المسلمين على فهم التاريخ البشري والارتباط بأحداث الماضي، مما يمنحهم شعوراً بالهوية والانتماء للإيمان الذي كان عليه الأنبياء وأتباعهم منذ بداية الخلق.
7- الإشارة إلى التقدم العلمي من خلال معجزات الأنبياء
تشير بعض معجزات الأنبياء إلى إمكانيات التقدم العلمي، وكأنها نماذج أولية لاكتشافات المستقبل. فمثلًا، تحدث القرآن عن معجزات مثل طيران النبي سليمان عليه السلام، مما يمكن تشبيهه اليوم بالطائرات، ومعجزة إحياء الموتى التي أُعطيت لعيسى عليه السلام، والتي يمكن ربطها بالتطورات في علم الطب.
بذلك، فإن قصص الأنبياء في القرآن الكريم ليست مجرد روايات تاريخية، بل تحتوي على دروس عظيمة في العقيدة والتربية والإيمان والعلم.
 

أسئلة إسلامية

المؤلف:
أسئلة إسلامية
Subject Categories:
قرئت 4 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد