ما هو الحديث النبوي
ما هو الحديث؟ وما الفرق بين الآية والحديث؟
أضافه في أربعاء, 16/04/2025 - 14:14
الأخ / الأخت العزيز,
معنى "الآية": هي جُمل ذات بداية ونهاية محددة، وردت ضمن سور القرآن الكريم. وكل آية من آيات القرآن تُعد معجزة بحد ذاتها. فكل آية دليل على صدق الأنبياء الذين بلغوها، وهي عبرة لمن يتأمل ويتفكر، وبما أنها معجزة فهي تُعد أمراً خارقاً للعادة.
أما "الحديث": فهو ما نُقل عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته الأخلاقية والبشرية، وهو التعبير اللفظي أو الكتابي عن سنّته. وفي هذا المعنى يُعد الحديث مرادفًا لكلمة "السنة".
ومع مرور الوقت، أصبح يُطلق مصطلح "الحديث" على جميع الأخبار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
لم يقتصر دور الرسول صلى الله عليه وسلم على تبليغ الوحي من الله فحسب، بل فسّره وطبّقه في حياته، فصار مثالًا حيًّا يُحتذى به، وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت : [كان خُلُقُه القُرآنَ] صحيح مسلم
ثم ان الأحاديث هي وحي من الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ويستدل على ذلك بقوله تعالى:
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ}(النجم:3-4)
وقوله تعالى:
{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}(آل عمران:164)
وقد فسّر العلماء "الحكمة" هنا بأنها "السنة".
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
[ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه](أبو داود: 2/505)
و عن حسان بن عطية أحد التابعين من ثقات الشاميين ( كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن ) (ابن عبد البر، جامع بيان العلم، 2/191).
ومن الآيات والأحاديث السابقة يتضح أن القرآن والحديث (أو السنة بتعبير أوسع) كلاهما وحي من الله سبحانه وتعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم. غير أن الفرق بينهما أن القرآن معجز في لفظه ومعناه، ومُسجّل في اللوح المحفوظ، ولا يمكن لأي أحد أن يتصرف فيه لا جبريل عليه السلام ولا النبي صلى الله عليه وسلم. أما الحديث، فبما أنه لم يُوحَ بلفظه، فهو ليس معجزًا كالقرآن من حيث اللفظ، وإنما يمكن روايته بالمعنى، بشرط المحافظة على معناه.
ويُعد الحديث مصدراً تشريعياً يعتمد على الوحي، ويأخذ عدة أشكال بالنسبة إلى القرآن الكريم:
1. بعض الأحاديث تؤكد وتدعم أحكام القرآن، مثل الأحاديث التي تنهى عن عقوق الوالدين، وشهادة الزور، وقتل النفس.
2. بعض الأحاديث تُفسر أحكام القرآن وتُكملها، فالقرآن أمر بإقامة الصلاة والحج وإيتاء الزكاة، لكنه لم يُفصل كيفية أداء هذه العبادات، فنجد تفاصيلها في السنة النبوية.
3. بعض الأحاديث تشرّع في مسائل لم يذكرها القرآن، مما يدل على أن الحديث مصدر مستقل للتشريع، مثل تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية والطيور الجارحة، وتفاصيل ديات القتل وغير ذلك.
ما سبق يُظهر المكانة المهمة للحديث (أو السنة) في الإسلام. فالسنة تأتي بعد القرآن مباشرة من حيث المصدرية، ولذا يجب الاهتمام بها واتباعها، وهو أمر أكده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال الله في القرآن:
{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }(آل عمران:31)
{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}(آل عمران:32)
{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}}(آل عمران:132)
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}(الحشر:7)
ومن هذه الآيات نرى أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم مقرونة بطاعة الله، بل إن طاعته هي طاعة لله عز وجل.
كما ورد في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم:
[ أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ القُرآنَ وَمِثلَهُ مَعَهُ ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبعَان عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : عَلَيكُم بِهَذَا القُرآنِ ، فَمَا وَجَدتُم فِيهِ مِن حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ ، وَمَا وَجَدتُم فِيهِ مِن حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ ] (رواه الترمذي (2664)
بهذا الحديث حذّر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين من الاستهانة بسنته، وأكّد أن الدين لا يمكن تصوره بدون سنة نبوية.
أسئلة إسلامية