حكمة كثرة معجزات سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم وتنوعها

 

 

إن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة جداً ومتنوعة جداً، وذلك لأن رسالته عامة وشاملة لجميع الكائنات؛ لذا فله في أغلب أنواع الكائنات معجزات تشهد له، ولنوضح ذلك بمثال:

لو قَدِم سفير كريم من لدن سلطان عظيم لزيارة مدينة عامرة بأقوام شتى، حاملاً لهم هدايا ثمينة متنوعة، فان كل طائفة منهم

ستُوفد في هذه الحال ممثلاً عنها لاستقباله بأسمها والترحيب به بلسانها.

كذلك لما شرَّف العالَم السفيُر الأعظم  صلى الله عليه وسلم  لملك الأزل والأبد، ونوَّره بقدومه،  مبعوثاً من لدن رب العالمين إلى أهل الأرض جميعاً، حاملاً معه هدايا معنوية وحقائق نيّرة تتعلق بحقائق الكائنات كلها، جاءه من كل طائفة مَن يرحب بمقدمه ويهنؤه بلسانه الخاص، ويقدِّم بين يديه معجزة طائفته تصديقاً بنبوته، وترحيباً بها، ابتداء من الحجر والماء والشجر والانسان، وانتهاء بالقمر والشمس والنجوم، فكأن كلاً منها يردد بلسان الحال: أهلاً ومرحباً بمبعثك.

إن بحث تلك المعجزات كلها يحتاج الى مجلدات لكثرتها وتنوعها، وقد ألّف العلماء الأصفياء مجلدات ضخمة حول تفاصيل دلائل النبوة والمعجزات، إلاّ أننا هنا نكتفي باشارات مجملة إلى ما هو قطعي الثبوت والمتواتر معنىً من الأنواع الكلية لتلك المعجزات.

ان دلائل نبوة الرسول  صلى الله عليه وسلم قسمان:

الأول: الحالات التي سُميت بالأرهاصات، وهي  الحوادث الخارقة التي وقعت قبل النبوة ووقت الولادة.

الثاني: دلائل النبوة الاخرى وهذا ينقسم الى قسمين:

أحدهما: الخوارق التي ظهرت بعده  صلى الله عليه وسلم  تصديقاً لنبوته.

ثانيهما: الخوارق التي ظهرت في فترة حياته المباركة  صلى الله عليه وسلم  وهذا ايضاً قسمان:

الأول: ما ظهر من دلائل النبوة في شخصه وسيرته وصورته وأخلاقه وكمال عقله.

الثاني: ما ظهر منها في أمور خارجة عن ذاته الشريفة، أي في الآفاق والكون. وهذا أيضاً قسمان:

قسم معنوي وقرآني. وقسم مادي وكوني. وهذا الأخير قسمان أيضاً:

القسم الأول: المعجزات التي ظهرت خلال فترة الدعوة النبوية،

وهي إما لكسر عناد الكفار أو لتقوية إيمان المؤمنين؛ كانشقاق القمر، ونبعان الماء من بين أصابعه الشريفة، وإشباع الكثيرين بطعام قليل، وتكلم الحيوان والشجر والحجر.. وأمثالها من المعجزات التي تبلغ عشرين نوعاً، كل نوع منها بدرجة المتواتر المعنوي، ولكل نوع منها نماذج عدة مكررة.

القسم الثاني: الحوادث التي أخبر عنها  صلى الله عليه وسلم قبل وقوعها - بما علّمه الله سبحانه - وظهرت تلك الحوادث وتحققت كما أخبر.

ونحن الآن نستهل بهذا القسم الأخير للوصول الى فهرس متسلسل عام(1) (*).

_________________________

 (1) آسف لأني لم استطع الكتابة كما كنتُ أنوي، فقد كتبتُ كما خطر على القلب دونما إختيار. ولم اتمكن من مراعاة التسلسل الذي في هذا التقسيم. - المؤلف.

(*)الاشارة البليغة الثالثة المكتوب التاسع عشر ص (116)

 

قرئت 135 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد