حقيقة موت وحياة سيدنا عيسى (عليه السلام)
هل مات سيدنا عيسى (عليه السلام) نريد توضيح من منظور إسلامي؟
أضافه في جمعة, 04/04/2025 - 10:39
الأخ / الأخت العزيز,
النبي عيسى (عليه السلام) لم يمت.
مثل جميع الأنبياء، كان عيسى (عليه السلام) يدعو الناس إلى الحق والتوحيد، ويحمل رسالة الإيمان بالله وعبادته. لم يتردد في أداء مهمته ولم يشعر بالخوف، بل كان ثابتًا ومخلصًا في دعوته. ومع استمرار دعوته، اشتد حقد اليهود عليه، فحاولوا التخلص منه عبر المكائد.
أرسلوا إليه أحد المنافقين، يُدعى تطيانوس، بينما أحاطوا بمنزله بأربعة آلاف شخص. لكن عندما دخل تطيانوس المنزل، لم يجد النبي عيسى. وفي تلك اللحظة، غيّر الله ملامح وجهه ليشبه وجه النبي عيسى، فقبض عليه اليهود ظنًا منهم أنه عيسى (عليه السلام)، ورغم احتجاجه بأنه ليس هو، لم يصدقه أحد، فقاموا بصلبه وقتله.
إذن، النبي عيسى لا يزال حيًا ولم يمت، وكما ورد في العديد من الأحاديث الصحيحة، فإنه سينزل إلى الأرض في آخر الزمان.
نزول النبي عيسى (عليه السلام) في آخر الزمان
في صحيح مسلم، روى جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) حديثًا عن النبي ﷺ يقول فيه:
[ لا تَزالُ طائِفةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ على الحَقِّ ظاهِرينَ إلى يَومِ القيامةِ، قال: فيَنزِلُ عيسى ابنُ مَريَمَ، فيقولُ أميرُهم: تَعالَ صَلِّ بنا، فيقولُ: لا، إنَّ بعضَكم على بعضٍ أميرٌ، لِيُكرِمَ اللهُ هذه الأُمَّةَ.]
الإمام بديع الزمان سعيد النورسي، في كتابه "المكتوبات"، يفسر هذا الحديث بأن المسيحية ستقترب من الإسلام، وستتخلص من التحريفات، مما سيؤدي إلى اتحادها مع الإسلام. وعندئذٍ، سيشكل الإسلام والمسيحية جبهة موحدة ضد الإلحاد، مما سيعزز الدين الحق ويضعف الإلحاد.
نزول النبي عيسى جسديًا إلى الأرض
حول نزوله الجسدي، يقول النورسي في المكتوب الخامس عشر
(وهكذا ففي مثل هذه الفترة، وحينما يبدو ذلك التيار قوياً شديداً يظهر الدينُ الحق الذي أتى به عيسى عليه السلام، والذي هو الشخصية المعنوية لسيدنا عيسى عليه السلام، أي ينزل من سماء الرحمة الإلهية، فتتصفى النصرانيةُ الحاضرة تجاه تلك الحقيقة وتتجرد من الخرافات والتحريفات وتتحد مع حقائق الإسلام، أي أن النصرانية ستنقلب معنىً إلى نوع من الإسلام. فذلك الشخص المعنوي للنصرانية يكون تابعاً، باقتدائه بالقرآن الكريم ويظل الإسلامُ في مقام الإمام المتبوع، ويجد الدين الحق نتيجة هذا الالتحاق قوة عظمى، إذ في الوقت الذي كان الإسلام والنصرانية منفردين -كل على حدة- غير قادرَين على صدّ تيار الإلحاد يكونان بفضل الاتحاد بينهما على استعداد لتدمير تيار الإلحاد تدميراً كاملاً. ففي هذه الأثناء يتولى شخصُ عيسى عليه السلام الموجود بجسمه البشري في عالم السماوات قيادة تيار ذلك الدين الحق. أخْبَرَ بهذا مُخبر صادق استناداً إلى وعد من لدن قدير على كل شيء، وإذ هو قد أخبر، فالأمر حق لا ريب فيه. وإذ وعَد به القدير على كل شيء، فلاشك أنه سينجزه.)
ويضيف أن الله، الذي يرسل الملائكة إلى الأرض، ويجعل بعضهم يظهرون في هيئة بشر، يمكنه بسهولة إعادة النبي عيسى إلى الأرض، حتى لو كان قد مات بالفعل. وعندما يعود، لن يتعرف عليه الجميع فورًا، بل فقط المقربون منه وأصحاب الإيمان العميق.
الخلاصة
• النبي عيسى (عليه السلام) لم يُصلب ولم يمت، بل رفعه الله إليه.
• سينزل في آخر الزمان ليكمل مهمته، ويوحد أتباع الدين الحق ضد الإلحاد.
• عندما يعود، لن يتعرف عليه الجميع مباشرة، بل فقط من لديهم نور الإيمان.
أسئلة إسلامية
- الفرق بين الإسلام والمسيحية
- حقيقة تأثَّر الإسلام بالثقافات التي سبقته
- حكم أهل الفترة الذين لم بصلهم الإسلام
- سبب تعدد الاديان
- أهل الكتاب والقرآن قراءة في ضوء رسائل النور
- هل كان انتشار الإسلام بالسيف أم بالدعوة؟
- الحاجة إلى الإيمان فطرة
- نبي الله إدريس عليه السلام
- لماذا الإسلام هو الدين الحق؟
- هل المسيحية واليهودية حق